جدة - صلاح مخارش - تصوير- أحمد قيزان
تواصلت أمس في الأحياء الشرقية من جدة عمليات البحث عن المفقودين إثر السيول الجارفة التي داهمت محافظة جدة يوم الأربعاء الماضي ونتج عنها وفيات ومفقودون وأضرار مادية كبيرة. عمليات البحث عن المتوفين كانت تتم في بعض المواقع من قبل أهل المفقود أو من قبل رجال إنقاذ في الدفاع المدني..
واتجهت (الجزيرة) صباح أمس إلى حي الصواعد شرق الخط السريع بالقرب من أبرق الرحامه حيث اتجهنا إلى هناك لنجد لحظة تحركنا في الحي أن الأمر كان مروعاً لحظة السيول وبالتالي فهو مؤثر الآن!!
فهناك مفقودون متوفون لا زالوا تحت الوحل أو تحت سيارة نقل أو تحت جدار منهار!!
عوض عايد الأحمدي يجلس على الأرض وبجواره بعض أقاربه.. وقريباً منهم جثة الشاب المتوفى خليل عتيق الحربي (32 عاماً) وقريبا منهم تقف سيارة الدفاع المدني المخصصة للإنقاذ ويديرها ثلاثة من شباب الدفاع المدني هم: حسن القحطاني وسلطان الزهراني وإبراهيم المالكي وكانوا يروون عطشهم بالماء بعد عناء يوم كامل من البحث أثمر في النهاية على العثور على الشاب خليل الحربي متوفياً في الوحل ورافعاً يده اليمنى التي لم يظهر منها سوى كفه الأيمن منذ لحظة فقده؛ حيث يظهر من ذلك الوضع بأنه كان ينادي بحثاً عن إنقاذ.. ولكن تم استخراج الجثة من الوحل وكما يروي لنا خاله خليل أنه فقد منذ يوم الأربعاء الماضي حيث كان ذاهباً لوالده عتيق الحربي (رحمه الله) في مزرعته وبالأمس تم العثور على الوالد عتيق وتم دفنه والآن عثرنا في الطريق للمزرعة على الابن خليل وهو شاب في مقتبل العمر لم يتزوج بعد، وقضي على بعد أمتار من مزرعة والده وهو المكان الذي توقعنا بالفعل أن نجده به بعد أن فقدناه لأربعة أيام، والآن تم الاتصال على سيارة (الشرشوره) سيارة نقل الموتى التي نلمح وصولها عن بعد الآن.
المنظر كان بالفعل مؤثراً حيث كان خليل متوفياً ومغطى بجوارنا ولا زالت يده اليمنى كما هي مرفوعة, وفي الوقت نفسه أكد لنا رجال الدفاع المدني الثلاثة المتواجدون في الموقع أنهم قد استخرجوا حتى الآن أربع جثث قريبة من هذا المكان بينها جثة امرأة اختفت معالمها تماماً.
وعلى بعد (500 متر) غرباً كان السيد موسى عبدالكريم (سوداني) يبكي جالساً على الرصيف وعندما سألناه قال إنه يبحث عن قريبه وصديقه خليفة محمد ويشك بل أنه متأكد أنه قد سقط عليه موزع الكهرباء الضخم فرائحة المتوفى تتصاعد من تحت الموزع الكهربائي المنهار تماماً وأكثر من 50 شخصاً يحاولون رفع الموزع إلا أنهم لم يستطيعوا مستخدمين كل الطرق واستمروا لأكثر من ساعة ونصف على نفس الوضع ينتظرون إنقاذاً يأتي لمساعدتهم في عملية الرفع في الوقت الذي كان فيه موسى متأثراً ويبكي بشدة لفقد قريبه.