لماذا قررت الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص الدولي، ضم الأمير سلمان بن عبدالعزيز (أمير منطقة الرياض) إلى (موسوعة تغيير العالم) الذي بات تغييره سمة من سماته الأساسية، وبخاصة التغيير المتوخى به الإنسان: بناؤه، وتأهيله، لمواجهة كل متطلبات العصر من: حرية، وعدل، وشورى، وانتخابات، وبيعة، ومشاركة، تتعايش مع مفاهيم حقوق الإنسان، وحرياته، وسيادة النظام (القانون) والتعددية السياسية؟ هل لأن سلمان بن عبدالعزيز العقل المدبر لتطوير مدينة الرياض؟ أم لأنه تبنى أكثر من مشروع إنساني، خيري، قصد به التخفيف عن معاناة بعض الناس؟ أم لأنه أشركهم في القرارات المتعلقة بتطوير أنفسهم ومنطقتهم؟
أسئلة كثيرة تُطرح عن الأسباب، ثم عن مواقف (سلمان) التي تؤكد انتماءه للناس، وتعاونه معهم، وإدراكه لأهمية القيادة والإدارة، بلغتهما، وأسلوبهما، والمسافة بينهما، دون معارك مفتعلة بينهما، بل تبدو في التشاور الأمثل من وجهة النظر الإسلامية، وفتح الأبواب لسماع كل الآراء، مجسداً بذلك أسلوب القيادة في هذا المجتمع الآخذة بفكرة التحالف بينها وبين المواطنين.
من الملاحظ هنا أن اختيار الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كان مبنيا على اعتبارات كثيرة، فالرجل عُرف بهمته ونشاطه في مجالي: الإدارة والقيادة، وهو الذي يجلس على كرسي عمله الساعة الثامنة صباحاً، ولا يغادره إلا بعد الثانية ظهراً، وهو الذي يفتح باب بيته للمواطنين كل يوم ثلاثاء، وهو الذي يسمع منهم ويتجاوب معهم، ويحل مشكلاتهم، ويتضامن معهم، بصورة تواكب متطلبات العصر، وتتجاوز المعارك المفتعلة بين المواطن والدولة في نطاقها: السياسي، والأخلاقي، والاجتماعي، وقيمها، ومبادئها، وفي مقدمتها الشورى من جهة، والعدل من جهة أخرى.
في مثل هذه الأجواء يقترب الحاكم من مواطنيه، فهو لا يناوئ المستجدات، ولكنه يتكيف معها، ويجيد الاستفادة منها، ويأخذ أفضلها، ويترك أسوأها، وبعد ذلك فالنجاح أمر يمكن الاقتراب منه، والفشل أمر واجب الابتعاد عنه، مما يستوجب ضرورة العودة إلى تحديد منهجية التعامل مع الناس، وحُسن سياستهم، والاهتمام بقيمهم الإنسانية، وليس ثمة شك أن مثل هذه المنهجية، تحدد إلى مدى بعيد إمكانية نجاح الإدارة، والتعامل مع الناس على أنه فكر بشري غير مقدس، فضلاً عن أن التعامل بمرونة يأخذ منه (سلمان) ما يلائم العصر، ولا يتنافى مع ثوابت النصوص (آيات قرآنية وأحاديث نبوية) ففيهما كثير من الخير الذي يمكن الانتفاع به، ومواجهة الأزمة الإدارية الفكرية، التي تعانيها بعض المجتمعات العربية والإسلامية. وبهذه المعايير تم اختيار (سلمان بن عبدالعزيز) واحداً ممن غيروا العالم.
فاكس: 014543856
BADR8440@YAHOO.COM