المشاعر المقدسة - فهد العويضي-تصوير - سليمان وهيب
تواصلت جهود رجال الكشافة في لليوم الثاني على التوالي في أغاثة الملهوف وإعادة المفقود ورسم الابتسام على محيا حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى، متدرعين بإصرار وعزيمة ورغبة الشباب الطموح الباحث عن رضي ربه، وتجسد العمل التطوعي، وتساوت الجنسيات والألوان إمامهم، فتارة يحمل الكشافة السعودي على ظهره عفش الهندي، ويدفع كرسي المعاق الإندونيسي كل الجنسيات لديهم سواء، قوبلت جهودهم بالرضي، وكوفئوا بالدعوات والشكر والعرفان، قلوباً خفقت قبل الوصول إليهم، ودموع زرفت على أثر ضياع، لكنهم مسحوا دمعة الولهان، وساهموا في تضميد الجراح.. مركزهم خلية نحل لا تهدأ، استقبال الحجاج بالود والترحاب وتحمل مشقة إيصاله كلاً لذويه أهم مهامهم، استخدموا كل الوسائل الممكنة، من كرسي المعاق إلى تقنية الأقمار الاصطناعية، بالأمس رسم القائد عبدالباسط جمعة من محافظة جدة مساعد قائد لجنة المسح والإرشاد قصة الوفاء وجسد الأمانة في الإنسان السعودي عندما أحضر أحد الحجاج حقيبة تعود لحاج إندونيسي رسلان أحمد رشدي تجاوز السبعين من عمره وجده أحد الكشافة أمام كاونترات الإرشاد، فتولى إيصالها إلى مقر البعثة الإندونيسية في منطقة اللسان في الشعبيين بمنى، فقام المسؤولون بالبحث عن الحاج في مقر سكنه فلم يجدوه وأدركوا أنه من أعداد التائهين، فتسلمت البعثة الحقيبة بما احتوت من مبالغ ماليه بالعملة الإندونيسية والسعودية وكميات من العلاجات الطبية وجواز السفر وتذاكر السفر وبعض الأدوات والأوراق الخاصة، وهم في حالة ذهول، وعند العودة إلى المركز الكشفي أنتظر حتى المساء وإذ بالرجل يحضر إلى المركز الكشفي تائهاً، وعند أخذ بيانات تبينه أنه هو، فقام القائد بإيصاله مرة أخرى إلى مقر البعثة فقوبل بحفاوة كبيرة وأصر المسؤولون على تكريمه على شرف رئيس البعثة وأعضاء السفارة الإندونيسية إلا أنه اعتذر نظراً لارتباطه بمهام الإرشاد، معبراً عن فخره واعتزازه بما يقدمه من خدمة لحجاج بيت الله الحرام ومن جانبه قدم رئيس البعثة الأمنية لإندونيسيا أزهري الدين جميل شكره وتقديره للكشافة السعودية، مؤكداً أن ما يقدمونه عمل جليل وثوابه كبير، مشيراً إلى أن البعثة الإندونيسية تعمل على التواصل معهم دائماً.