منى - محمد العيدروس - أحمد القرني - عبيد الله الحازمي - واس - تصوير - عبد الله المسعود - سليمان وهيب
بيدين من صدق وعطاء، أضاف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صرحين صحيين مهمين لسلسلة الصروح الوطنية، وقد أعلن عبرهما انحيازه التام لإنسان هذا البلد واهتمامه بتقدم وازدهار المملكة وتكريس جهوده في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام، حيث رعى -حفظه الله- عصر أمس حفل افتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى منى الوادي في مشعر منى اللذين يستفيد منهما بإذن الله أهالي مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرون على مدار العام.
وكان في استقبال الملك المفدى -حفظه الله- لدى وصوله مدينة الملك عبدالله الطبية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة.
ثم قدم طفل وطفلة باقة زهور لخادم الحرمين الشريفين.
عقب ذلك عزف السلام الملكي ثم صافح الملك المفدى وكلاء وزارة الصحة وأعضاء مجلس المدن الطبية والمستشفيات التخصصية.
وفي طريق خادم الحرمين الشريفين إلى مقر الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة كانت مجموعة من الأطفال تنثر الورود ترحيبا بمقدمه، فيما كان يلاطفهم حفظه الله بنثر الورود على رؤوسهم.
وبعد أن أخذ الملك المفدى مكانه في الحفل، بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
بعدها ألقى معالي وزير الصحة كلمة رفع فيه مستهلها التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام بعيد الأضحى المبارك والنجاح الكبير الذي تحقق لموسم الحج هذا العام مؤكداً أن الحالة الصحية لحجاج بيت الله الحرام إلى هذه الساعة مطمئنة ومتميزة ولله الحمد والمنّة رغم كل التحديات وانتشار وباء الإنفلونزا المستجدة (A-H1N1) في كافة أنحاء العالم وذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته السديدة وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
واستشهد معاليه بثلاث مناسبات مهمة تبرز دعم خادم الحرمين وحرصه غير المحدود على صحة المواطن السعودي الكريم وكل من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة وكذلك العاملون بهذا القطاع الحيوي..
أولاً: اعتماد الكادر الصحي للعاملين في القطاع الصحي لكافة المستشفيات والمؤسسات الحكومية وذلك يوم الثلاثاء 17-5 -1430هـ الذي أسس على مبادئ العدل والمساواة والندرة والتميز لإرساء نظام شامل وعادل لأبناء وبنات مملكة الإنسانية.
وثانيها: في يوم الاثنين 17 رمضان 1430هـ حين صدرت موافقة مجلس الوزراء على إستراتيجية الرعاية الصحية لكافة القطاعات بالمملكة ووجه خادم الحرمين الشريفين مجلس الخدمات الصحية ووزارة الصحة ووزارة الاقتصاد والتخطيط بإكمال تفاصيلها..
أما ثالثاً: فهو ما كان في آخر ليلة من رمضان بتفضل خادم الحرمين بالاطلاع على المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة وكلماته -حفظه الله- الأبوية الحكيمة لقيادات وزارة الصحة بقوله: (كل شيء فيه صحة الشعب السعودي أنا معه على طول الخط وصحة المواطن تهمني لأن أبناءكم فيها وأمهاتكم فيها وآباءكم فيها ولأن أبناء الوطن هم أبناؤكم ولهذا لازم الإنسان يداريهم مثل ما يداري أبناءه لأن هؤلاء أبناؤكم وأبناء وطنكم).
وقال معالي الدكتور الربيعة لخادم الحرمين: (نحن نقول يا والدنا إن ما يهم الوطن ويهمكم هو واجب علينا جميعا ونعدكم بأن نعمل على هذا النهج القويم والتوجيه الكريم في كافة القطاعات الصحية بإذن الله تعالى).
ووصف معاليه افتتاح خادم الحرمين مستشفى منى الوادي مدينة الملك عبدالله الطبية اليوم في أيام الحج المباركة وفي مكة المكرمة بأنهما هديتان ثمينتان منه حفظه الله لحجاج وضيوف الرحمن بافتتاح مستشفى منى الوادي والذي يعتبر أحد أهم إنجازات وزارة الصحة حيث نفذ وجهز في أحد عشر شهراً بأحدث تقنية وتجهيز مماثل للمستشفيات العالمية وتعمل به كوادر وطنية مؤهلة من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، والثانية لأهالي منطقة مكة المكرمة الكرام وذلك من خلال افتتاح مدينة طبية مرجعية تعتبر أحد مفاخر الوطن بإذن الله حيث جهزت تقنية عالية جداً لتصبح ثالث المدن المرجعية بوزارة الصحة لخدمة القطاع الغربي بهذا الوطن.
وقال: (لقد تحلت هذه المدينة المتميزة بحمل اسم غالٍ على كل مواطن.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-..
كما يطيب لي أن أزف البشرى لمقامكم الكريم بأنه تم افتتاح أحد عشر مستشفى خلال الأشهر القليلة الماضية حيث سيصبح إجمالي الأسرة التي تمت إضافتها ما يقارب ثلاثة آلاف سرير في مختلف مناطق المملكة).
وثمن معاليه في ختام كلمته جهود الشركاء في هذه الإنجازات المتميزة وفي مقدمتهم وزارة المالية والخدمة المدنية والعمل والاقتصاد والتخطيط وكل من أسهم وعمل بإخلاص لرفعة هذا الوطن الحبيب.
ورفع الشكر والتقدير والثناء لخادم الحرمين الشريفين باسم جميع منسوبي وزارة الصحة والعاملين بالقطاع الصحي وكل مواطن ومقيم على أرض المملكة وقال: (لقد كرمتم أهل مكة المكرمة وزوارها الكرام وشرفتم الصحة ومنسوبيها فلكم منا خالص الدعاء بأن يمتعكم المولى جلت قدرته بموفور الصحة والعافية وأن يمدكم بنصره وتوفيقه ويجعلكم ذخراً للوطن والمواطنين أحبوكم وبادلوكم حباً بحب ووفاء بوفاء والشكر والدعاء موصول لسمو ولي عهدكم الأمين أعاده الله إلى ارض الوطن بالصحة والعافية ولسمو النائب الثاني حفظ الله الجميع).
بعدها شاهد الملك المفدى وأصحاب السمو الملكي الأمراء والحضور فيلما عن مدينة الملك عبدالله الطبية وما اشتملت عليه من أقسام وتجهيزات طبية حديثة، ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بضغط الزر إيذانا بافتتاح مشروع المدينة.
عقب ذلك شاهد الملك المفدى وأصحاب السمو الملكي الأمراء والحضور فيلما تسجيليا رفع خلاله المدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية الدكتور خالد بن قاسم السميري شكره وشكر جميع العاملين بالمدينة لخادم الحرمين الشريفين على تفضله بافتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية وقدم إيجازا عن المدينة وما تشتمل عليه من خدمات.
إثر ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط الزر إيذانا بافتتاح مستشفى منى الوادي، ثم شاهد حفظه الله فيلما تسجيليا رفع خلاله مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور خالد بن عبيد ظفر شكره وشكر جميع العاملين في المديرية العامة للشؤون الصحية ومستشفى منى الوادي لخادم الحرمين الشريفين على تفضله بافتتاح المستشفى وقدم إيجازا لما يشتمل عليه المستشفى من أسرة وتجهيزات طبية وأقسام متخصصة.
ثم تشرف طفل وطفلة من مرضى المستشفى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وتقديم باقتي ورد له حفظه الله.
وقد اطمأن الملك المفدى عليهما داعيا الله عز وجل أن يمن عليهما بالصحة والعافية.
اثر ذلك دون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- كلمة في سجل زيارات مدينة الملك عبدالله الطبية فيما يلي نصها:
(بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
إنه ليوم مبارك يوجب علينا الحمد والشكر والثناء للمولى تبارك وتعالى أن يسر بعونه وتوفيقه هذين المشروعين الهامين على هذا الصعيد الطاهر والمتمثلين في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى منى الوادي الذي سيقدم خدماته الصحية لحجاج بيت الله الحرام.
إن تقديم الخدمات الصحية الراقية للمواطنين والمقيمين هو الهدف الأسمى لكل مشاريعنا الصحية وسنواصل بعون الله وتوفيقه تعهد هذا القطاع بالمتابعة والتطوير والتجديد وفق رؤية استشرافية متكاملة ترعى حاجات وتطلعات المواطنين وإعداد أجيال من أبناء وبنات الوطن مسلحين بالإيمان بالله ثم بالعلم والمعرفة والتدريب العالي فيما يمكنهم من خدمة دينهم ووطنهم في هذا المجال الحيوي.
ولا شك أن موقع هذين المشروعين الحيويين في مكة المكرمة ومشعر منى يضيفان لهما بجانب خدمة المواطنين بعدا آخر يتمثل في خدمة حجاج بيت الله الحرام.
والذي توليه المملكة العربية السعودية جل اهتمامها وعنايتها وهو مبعث فخرها واعتزازها.
وختاما أسأل الله تعالى أن يبارك في جهود المخلصين من أبناء الوطن وأن يوفقنا لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا إنه سميع مجيب.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود).
ثم تشرف معالي وزير الصحة بتقديم درع المناسبة هدية لخادم الحرمين الشريفين.
بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية مع معالي وزير الصحة ووكلاء الوزارة وأعضاء مجلس المدن الطبية والمستشفيات التخصصية والكادر الطبي العاملين في مدينة الملك عبدالله الطبية.
ثم عزف السلام الملكي.
حضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد بن الفيصل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
وتعد مدينة الملك عبدالله الطبية مدينة تخصصية مرجعية وثالث المدن الطبية المرجعية بالمملكة بعد مدينة الملك فهد الطبية بالرياض ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام حيث شيدت على مساحة تقدر بـ(800) ألف متر مربع وذلك في إطار المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة الذي تهدف الوزارة من خلاله إلى تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية ترقى لتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- وتلبي الاحتياجات الصحية للمواطنين سعياً لخدمتهم وكسب رضاهم حيث تتسع لحوالي (1500) سرير منها (500) سرير للمستشفى التخصصي المرجعي.
ويتكون مبنى المستشفى التخصصي المرجعي من خمسة طوابق ويشمل جميع التخصصات الطبية والنادرة إضافة إلى (10) غرف عمليات رقمية (OR1) وأقسام للأشعة الرقمية والتصوير الطبقي ذات المواصفات التقنية الحديثة وتعتمد على الميكنة في تقديم خدماتها العلاجية والوقائية إضافة إلى (500) سرير نساء وولادة وأطفال والباقي خصصت لمراكز تخصصية سيتم إضافتها لاحقاً.
أما مستشفى منى الوادي فتم إنشاؤه هذا العام بسعة (200) سرير ويتكون من ثلاثة أدوار ويضم جميع التخصصات الطبية حيث تبلغ مساحته الإجمالية (3400) متر مربع ويضم (24) سرير طوارئ و(24) سرير إرهاق حراري و(25) سرير عناية مركزة بالإضافة إلى (6) أسرة ملاحظة و(4) أسرة للإنعاش إضافة لأسرة التنويم.
كما يضم جميع الخدمات المساندة من مختبر وأشعة وتعقيم إلى جانب غرفتي عمليات جراحية مجهزة بأحدث التجهيزات والمعدات الطبية علما أن إنشاء المشروع استغرق أحد عشر شهراً ابتداء من موسم حج العام المنصرم 1429هـ وتم استلامه بتاريخ 15 ذي القعدة الماضي.