مثلما نوجه نقدنا للجهات والأشخاص الذين يقصِّرون في أداء عملهم ولا يؤدون الأمانة بالصورة التي يتطلبها العمل، ونوجه أقلامنا لكشف تلك الجهات وتسليط الأضواء عليها حتى تصلح أمرها، فإن الواجب أن نتحدث وبنفس الحماس والإصرار عن الذين يؤدون عملهم بأمانة وإتقان وإخلاص، وخصوصاً في أوقات الأعياد والإجازات التي يتواجد فيها المواطنون إلى جانب عوائلهم، والبعض يصحب أسرته ويسافر بها إلى مسقط رأسه أو حتى خارج البلاد، فيما يتسامى نفر طيِّب من أبناء الوطن، ويضحون بأوقاتهم وإجازاتهم ويقضون أيام العيد لخدمة إخوانهم المواطنين والمقيمين، ولأن الحياة مستمرة فلا بد من وقود يحركها ورجال يشغلونها حتى تستمر الآلة بالدوران، ومدينة كبيرة كمدينة الرياض عاصمة بلادنا الحبيبة التي يقيم فيها أربعة ملايين إنسان أو أكثر تحتاج إلى من يحافظ على نظافتها ومراقبة متنزهاتها ومراكز الترفيه فيها ولا مجال للراحة أو الاجازة.
وأمانة منطقة الرياض اعتاد المواطنون والمقيمون على حد سواء الجديد منها كل عام، إذ أخذ أمينها سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن وزملاؤه من المهندسين والمختصين في الأمانة يساندهم جيش كبير من العمال والموظفين، أخذوا على عاتقهم منافسة أنفسهم والتفوق على ما حققوه في العام الماضي والمناسبة التي سبقتها ومعالجة الأخطاء التي ارتكبت في تلك المناسبات.ومع أن المواطن وساكن مدينة الرياض ليس في حساباته مقارنة مدينته بالمدن السعودية الأخرى، إلا أن الواقع والأحداث تجعل الأمر تلقائياً بإجراء المقارنات، حيث يخرج الإنسان بانطباع جيد، بل رائع عمّا يحصل في الرياض والمدن التابعة لمنطقة الرياض والتابعة للأمانة، وبنفس الإمكانيات ونفس ما هو مخصص من إيرادات وأموال للأمانات الأخرى، إلا أن أمانة الرياض متفوّقة ورائعة بعملها وبإخلاص وتفاني أمينها ورجاله.
هذا العام طورت أمانة الرياض تجربة نفذتها في الأعوام السابقة.. وهي فتح مراكز استقبال وبيع الأضاحي التي أضيف لها هذا العام فكرة قيام المواطن بذبح أضحيته بنفسه، من خلال مراكز متحرّكة ومتنقلة لذبح الأضاحي.هذه التجربة التي نضجت ونجحت، فانتشرت مراكز ذبح وبيع الأضاحي في مناطق الرياض والمدن التابعة للأمانة وكل ذلك تم وسط إجراءات وقائية ونظافة عالية.
8500 عامل وسائق ومراقب شغلوا أكثر من 750 معدة وآلية يقومون بعملهم على أحسن وجه وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة مما جعل مدينة الرياض نظيفة.. فوّاحة فرحة بالعيد الذي جعلته سعيداً في نفوس وعيون أهلها وسكانها.. فعلاً الرياض غير.. ليست غير الآخرين فحسب، بل غير عن كل عام.. غير للأفضل.
jaser@al-jazirah.com.sa