احتفلت الأمة الإسلامية صباح أمس بعيد الأضحى المبارك، بعد أن مَنّ الله على حجاج بيت الله الحرام بالوقوف على عرفات والنفرة منها إلى مشعر مزدلفة، ثم إلى منى، التي استقروا فيها اليوم لرمي الجمرات وسط منظومة ضخمة من الخدمات الأمنية والمدنية المتكاملة، وفي أجواء إيمانية، تغمرهم السعادة لهذه الانسيابية في التنظيم التي لم يُشهد لها مثيل في المواسم السابقة، فيما قلوب الجميع تلهج بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الذي وقف بنفسه - حفظه الله - وتابع نفرة الحجيج من عرفات إلى منى، وتأكد عن قُرب من أدائهم لنسكهم في المشاعر المقدسة في أمن وأمان وراحة واطمئنان. ولم يكن ليتأتى هذا النجاح المنقطع النظير لولا الخطط التي تم إعدادها بالتنسيق بين القطاعات المختلفة لتيسير العمل التكاملي لرحلة الحج الإيمانية، مع ما رافق ذلك من تنفيذ دقيق لهذه القطاعات للمهام المنوطة بكل منها، بمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الذي نذر نفسه كل عام لخدمة حجاج هذه الفريضة، مُجسِّداً دوراً مهماً وعظيماً لا يمكن أن يشعر به إلا من أنيطت به مثل هذه المسؤولية الضخمة المتمثلة في توفير الأمن والأمان لهذه الملايين التي وفدت لعبادة خالقها من كافة بقاع الأرض.. إلى جانب ما يقوم به الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الذي توَّج نجاحاته المتعددة بنجاح آخر تمثَّل هذه الأيام في نجاح حملة تصاريح الحج التي راهن كثيرون على عدم نجاحها، ولكن ما شهدناه على الواقع أكد أنها، وعلى الرغم من تجربتها الفتية هذا العام فقد حققت نجاحاً كبيراً شعر به الحجاج، ومكَّنهم من التنقل في المشاعر وبين الخيام والأسواق بسهولة.
فهنيئاً للجميع.. وهنيئاً لكل أبناء هذا الوطن بأن مكَّن الله لهذه الجموع أن تؤدي نسكها في هذه الأجواء الروحانية بيُسر وسهولة.. وما تبثه هذه الأيام القنوات الفضائية المحلية منها والأجنبية من شهادات موثَّقة بالصوت والصورة للحجاج من مختلف الجنسيات حول العالم رجالاً ونساءً ما هي إلا بطاقات فرح تفوح بأريج الورد وقلائد تعبق بالفل وأوسمة مطرزة بالذهب نضعها ونطوق بها أعناق كل مَنْ هم على ثرى الأراضي المقدسة في هذه الأيام من مسؤولين، يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الذي لم يكن يرضيه إلا أن يكون قريباً من هذه الجموع، ولكل فرد من رجال الأمن وبقية القطاعات الذين كانت لهم حظوة المشاركة في خدمة الحجاج من كبار المسؤولين وحتى أصغر طالب من أفراد الكشافة السعودية، فشكراً لكم، وهنيئاً لنا بكم يا مَنْ سخَّرتم أنفسكم لخدمة زوار الحرمين الشريفين.
خاتمة
حج هذا العام.. شهادة نجاح عنوانها (ليس مَنْ سمع.. كمَنْ رأى).
* نائب رئيس التحرير