حوار - محمد العيدروس:
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي بدء تطبيق فرضيات الإسعاف الطائر تمهيدا لانطلاقه على مستوى المملكة، وقال سموه لـ(الجزيرة): نحن جاهزون وننتظر التصريحات الرسمية من هيئة الطيران المدني، وشكك سمو الأمير فيصل من وجود عجز في الكوادر الإسعافية وعدم توفر الخبرة والكفاءة لدى المتقدين للوظائف الإسعافية. مشيرا إلى وجود دراسة جادة لإنشاء معهد متخصص للإسعاف، وتضمن الإعلان عن تشغيل أضخم عربة إسعاف للقيادة في مشعر عرفات، وقال إنه يمكن تعميم التجربة في بقية المناطق فيما لو حدثت كوارث لا قدر الله. وفيما يلي نص الحديث:
شهد هذا العام ولأول مرة تشغيل أضخم عربة إسعافية متكاملة في مشعر عرفة. تسمى عربة القيادة المركزية... هل يمكن تعميم هذه الوضعية بشكل رسمي؟
- عربة القيادة المركزية, قمنا بها كتجربة هذا العام وهي مجهزة بجميع التجيهزات والاتصالات بحيث تدعم الاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل الحي للعمليات المركزية, وتعد وصفاَ مباشرا لكل ما يدور، ونتمنى في حالة نجاحها أن تتعمم في أربع مناطق في المملكة شمال وشرق وغرب وجنوب. وفي حالة وقوع كوارث -لا قدر الله- سيكون لها فاعلية مع الإسعاف الطائر.
ما يتعلق بالإسعاف الطائر (سمو الأمير) ما هي أحدث مستجداته؟
اليوم (أمس) طبقنا ثاني فرضية لهذا الوضع مع الأجهزة ذات العلاقة مرور وأمن طرق ودفاع مدني.حاليا نحن ننتظر هيئة الطيران المدني لمنحنا الترخيص في وظل وجود طائرتين في الرياض وطائرة ثالثه قادمة خلال أيام قليلة. أما طائرات جدة ومكة المكرمة سوف تصل بإذن الله قريبا خلال شهر. ما نحتاجه الآن بعد تطبيق الفرضيات الناجحة, هو الحصول على التراخيص من هيئة الطيران المدني , وجاهزون للطيران.
ولكن ما هي سمو الأمير آلية الإسعاف الطائر وخاصة في العاصمة.... مع الازدحام المروري؟
- الفرضيات إلى نطبقها الآن, تختص بالخطوط الرسمية, ولم نطبق فرضية داخل مدينة الرياض باعتبارها مزدحمة مروريا أساسا، ولكن من الطائرات ما هي مجهزة بونش يمكن استخدامها في مواقع الازدحام الشديد.
شهدت هيئة الهلال الأحمر تطورات ملحوظة في مجالات سيارات الإسعاف واستخدام التقنية العالية , لكن لازال هناك نقص في الكوادر الاسعافية.. ما الذي يمنع من إنشاء معهد متخصص للإسعاف؟
- نحن نتمنى ذلك.. للأسف الشديد وجد هناك معاهد ولكنها ليست على المستوى المطلوب. لدرجة ان أغلبية من يقدمون إلينا للاختبار لا يدركون الأساسيات، لكن لا يمكن لنا ان نوظف سعوديين حتى يقتلوا سعوديين. هذه أمانه وأرواح أناس, لا يمكن فيها تدخل أو واسطة ومسؤولون عنها أمام الله تعالى. الحل المؤقت حاليا هو الابتعاث , نسعى حاليا لاستقطاب كوادر جيدة. أما فيما يتعلق بإنشاء معهد فنحن نتمنى ذلك ونسير في هذا المسار ونرغب في تعاون فاعل من قبل وزارة المالية. ونرغب سنويا في استيعاب 500 مسعف سعودي.
مباني المراكز الإسعافية, منها المؤجر ومنها المتهالك.. لماذا (سمو الأمير) لا يتم توحيدها في نماذج حكومية موحدة؟
- هذا ما نسير عليه ونرغب به الآن. لدينا الآن 11 فرعا رئيسيا سيتم إنشاؤها وأكثر من 118 مركزاَ ولدينا ورش المستودعات. المناقصات طرحت وسيتم ترسيتها, وجميع المباني موحدة.
-وقد عملنا في الحسبان أن تكون غرفة لتعقيم السيارات وراحة المسعف في غرفه خاصة ومواقع للياقة الرياضية. أتصور أن مشكلتنا الأساسية هنا تكمن في الأراضي بكل صدق.
ولكن لو اشترينا في مكة المكرمة فقط مركزين لانتهت الميزانية. والمنطق أن يكون لنا مثل الدفاع المدني والهاتف والبريد مواقع داخل كل حي. للأسف امتلأت المدن تماما ولم يتبق لدينا إلا الإيجار.
سمو الأمير.. في الطرق السريعة بين الرياض ومكة المكرمة مثلا يتأخر وصول الإسعاف وقد يتوفى المصاب قبل وصول الهلال الاحمر إليه؟.
- قد يكون ذلك صحيحا.. خذ مثلا المسافة من الرياض إلى مكة المكرمة حوالي900 كم فلو وضعت20 مركزا على الطريق ونقلت المصابين, بيبرز لي سؤال: إلى أين انقلهم إذاً... نفس المشكلة. نحن نتمنى أن تحول بعض المراكز وزارة الصحة إلى غرف عمليات ومستشفيات مصغرة لحالات الطوارئ وخاصة على الطرق السريعة.. هذا في تصوري سوف يحل إشكالية كبيرة. الهلال الأحمر تحرك في هذا الاتجاه وحاول حل هذه المشكلة, ونسعى لإنشاء المراكز الموسمية وهي عبارة عن كارافانات وتنتقل من مكان لآخر في مواقع الازدحام والحاجة.