الحمد لله على كل شيء, نحمده في السراء وفي الضراء، قدر الله وما شاء فعل، وما حدث لعروس البحر الأحمر، مدينة جدة الحبيبة من النوازل التي تجعل الإنسان يتمسك بإيمانه، ويعتبر ما حصل قدراً مكتوباً على من استشهدوا غرقى في السيول، وعلى أهل الضحايا أن يؤمنوا بقضاء الله وقدره.
كل هذا نؤمن به ونعتقد به، لكن وحتى لا يتكرر مثل الذي حصل وهو متوقع في هذا الشتاء لأن الأمطار ستهطل وستشهد مدينة جدة وغيرها من المدن السعودية أمطارا وأمطارا.. هذه هي سنة الحياة، وهكذا اعتدنا، لكن هل لنا أن نتساءل ومعنا أهل جدة وكل من يحب هذه المدينة: لماذا جدة وحدها تعاني من هطول الأمطار؟!
الكميات التي هطلت على جدة، وإن استمرت ست ساعات وزخت كميات كبيرة، إلا أنها مطر مثل أي مطر آخر تستقبله شوارع المدن وتستوعبه قنوات التصريف الصحي إذا كانت مجهَّزة جيداً، وبعدها بدقائق مثلما حصل في مكة المكرمة يعود الأمر إلى طبيعته إلا في جدة!!.. لماذا؟
دائماً نسمع أن مدينة جدة تعاني من سوء نظام الصرف الصحي، وأنها تعاني من مشاكل في نظام الصرف الصحي، سواء من عدم التخلص من المياه غير النظيفة التي تتخلف بعد الغسيل والتنظيف وغيرهما من الاستعمالات اليومية، أو من مياه الأمطار أو حتى من المياه الجوفية.
كثيرة هي الأقوال، ومنها أن عمليات الردم للبحر المحيط بالمدينة أثرت على عمليات التخلص من المياه غير النظيفة والكلام كثير.
ومن أجل حل هذه المشكلة أبرمت العقود، وصرفت مئات الملايين لتخليص أهل جدة من مثل هذه الكوارث، إلا أن أمطار الأربعاء كشفت المستور وأظهرت أن الذي عمل لم يحقق الغرض..!
وهذا يفرض تساؤلاً لا بد منه؛ وهو: هل صرفت هذه الأموال في محلها؟!
وهل الدراسات التي عملت من أجل حل المشكلة قد نفذت توصياتها وما توصلت إليه؟!
والسؤال الثالث وهو المهم: ماذا حققت المناقصات التي أبرمت لمعالجة المشكلة التي لا تزال قائمة وهل هناك تقصير أم تلاعب أم إهمال أم ماذا؟
ثلاثة وثمانون شهيداً يطالب ذووهم بمعرفة الحقيقة؛ حتى تتم معالجة الأمر.
jaser@al-jazirah.com.sa