القدس المحتلة - بلال أبو دقة
للعيد في القدس العربية المحتلة طعم آخر، فقد تجمَّع الفلسطينيون المقدسيون من كل أرجاء المدينة واختاروا أحد أحيائها المهددة بالتهويد (حي الشيخ جراح) كي يؤدوا صلاة عيد الأضحى على أرضه.. وبعد الانتهاء من الصلاة توجهوا إلى عائلات ذلك الحي المهددة بالطرد من منازلها لتهنئتها بالعيد، محاولين أن يعيدوا إليها البسمة التي سلبتها قرارات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على منازلها لتوطين المستوطنين اليهود فيها.. وقررت إسرائيل فرض قيود على حركة الفلسطينيين من وإلى القدس، كما طالت القيود الإسرائيلية حرية العبادة في المسجد الأقصى بيوم عيد النحر، فمسموح للرجال الفلسطينيين من الضفة الغربية من هم في سن الخمسين وما فوق بدخول الحرم القدسي الشريف بشكل حر للصلاة، وما دون الخمسين فممنوع حسب قوانين الاحتلال الفاشية، وللنساء من سن خمسة وأربعين وما فوق مسموح لهن الصلاة في المسجد الأقصى خلال فترة العيد بدون الحصول على تصاريح خاصة.. ويقول الفلسطينيون المقدسيون: (إنه لا معنى للعيد إذا غفل أهالي القدس والفلسطينيون جميعاً عن أحوال أهالي المنازل المهددة بالهدم في القدس العربية أو الذين طردوا من منازلهم) ضمن إجراءات تهويد المدينة المحتلة.. وتسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال مخططاتها إلى تفريغ مدينة القدس من أهلها، وتحويلها إلى مدينة ذات غالبية يهودية، ولتحقيق ذلك ينفذ ضمن إجراءات أخرى عمليات طرد للعائلات الفلسطينية من منازلها من خلال التضييق عليهم، ووسط هذه الأجواء غابت مظاهر العيد عن غالبية أحياء القدس وبلدتها القديمة، إذ إن عشرات العائلات الفلسطينية مهددة بهدم منازلها في أي لحظة.
