نشهد أن لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ونعلم أن لا صدّيق ولا خطاب ولا عثمان ولا علي، بعد أولئك الخلفاء الراشدين الراضين المرضيين والمبشرين بالغفران والجنة، لكننا وفي عصر الإنعتاق من التخلف لا ننكر أيضاً رحمة الله سبحانه وتعالى إذ انعم علينا بالملك عبدالله.
ملك استطاع وخلال أربع سنوات فقط أن يجعل الوطن خالياً من الديون وغنياً بالفائض وغارقاً في المشاريع والبناء وكأنها ثلاثية إعجازية لا يمكن إنجازها في وقت واحد دون أن تدخل في ميزان دقيق جداً حتى لا يؤثر هذا على ذاك، والسر والإعجاز حقاً في هذا الميزان وإن بحثت عنه فلن تجد سوى عبدالله ، هذا الرجل الذي تولى سدّة الحكم ومضى إلى العمل دون رفع شعارات وضجيج فارغ.
رجل جعل الأفعال تتحدث وترك الأقوال تلاحق الإنجازات وليس العكس، ولم يستطع جانب أن يؤثر على جانب آخر أو مسار يؤثر على مسار آخر رغم تشعب هذه المسارات واختلاف هذه الجوانب بما في ذلك الاهتمامات الخارجية والداخلية، الأدبية والعلمية، الإدارية والفنية، الحاضر والغد، الرجل والمرأة، الفضاء وباطن الأرض، التقنية والتشريع، بل حتى الحكم والقضاء والفقر والفساد ولا تكاد تلتفت إلى جانب من جوانب الحياة أو مسار من مسارات التطوير حتى تجد عبدالله.
قبل أيام تم اختيار عبدالله من قبل مجلة (فوربس) ضمن قائمة الأشخاص العشرة الأكثر نفوذا في العالم ولاشك إن النفوذ يعني فيما يعني القدرة والاستطاعة على التأثير والتغيير والقدرة على إظهار القوة فيما يتجاوز محيط النفوذ المباشر والسيطرة على الموارد المالية ومدى النشاط في ممارسة ذلك النفوذ، ومجلة فوربس الشهرية تعد أكثر القوائم شهرة في العالم، وتعنى في الدرجة الأولى بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم، وإن دل هذا فإنما يدل على ما وصل إليه الوطن من قوة اقتصادية ومالية بقفزة إعجازية تحت إدارة هذا الرجل حفظه الله.
إن تحقيق الإصلاحات وتحويل الطموحات إلى واقع يحتاج إلى زمن، وإذا كانت أربع سنوات مضت تشكل إعجازاً بما تحقق خلالها على يد هذا الرجل فإن الحق والعدل والإنصاف يتوجب علينا أن نعرف أيضاً إننا كشعب علينا التزامات وواجبات يتوجب علينا تحقيقها لتكتمل الصورة فماذا عملنا خلال الأربع سنوات الماضية وما هي إنجازاتنا كشعب؟.
أخشى أن أقول إن عبدالله قد أحرجنا، ذلك إن أول وأهم التزاماتنا وواجباتنا تجاه الوطن هو في مستوى ونوعية الوعي الذي نحمله، وإذا كان الوعي الجمعي تطور ونما خلال هذه الأربع سنوات بشكل طبيعي ومنطقي فإن ذلك لا يتلاءم وعهد الإعجاز بقيادة الملك عبدالله الذي جعل أربعة أعوام بمثابة أربعة عقود من الزمن، وهذا كأنه تحدٍّ مع الذات، ونأمل أن تكون السنوات القادمة غنية أيضاً بالإنجازات التي تلزم المواطن وتجبره على قفزة إعجازية في الوعي والتقدم والتطور حتى لا نقول: أتعبتنا يا عبدالله.
Hassan - alyemni@hotmail.com