الحمد لله الذي منّ على ضيوفه، ضيوف الوطن الذين أدوا النصيب الأكبر من فريضة الحج، إن لم يكونوا قد أدوا الفريضة، فالحج عرفة، كما أفاد رسول الهداية محمد صلى الله عليه وسلم.
واليوم وبعد أن نحر الحجاج فداياهم وضحاياهم، وطافوا بالبيت العتيق، بعد أن رموا جمرة العقبة الأولى، وتحللوا من إحرامهم، فإنهم قد أنجزوا الأهم من شعيرة الحج، والحمد لله أن ذلك جرى بهدوء وبأمان وأمن مستتب، وبتوفر كل الخدمات الضرورية وحتى غير الضرورية، بل إن الأجهزة المعدة لخدمة ضيوف الوطن تعاملت مع مفاجأة الأمطار والسيول بمهنية عالية ولم يشعر الحجاج بأي عناء من هذا الذي تفاجأوا به، في حين لم تفاجئ الأجهزة المسؤولة لذلك، إذ كانت مستعدة لكل طارئ.
والحمد لله، ورغم معاناة كل أقطار العالم من وباء انفلونزا الخنازير فقد تعاملت الأجهزة الطبية بكل احترافية مع هذا الوباء الخطير، وبتعاون من الدول التي قدم منها ضيوف الرحمن الذين نفذوا طلب الحكومة السعودية بتطعيم كل من ينوي تأدية فريضة الحج واستبعاد غير المهيئين صحياً، وهذا ما جعل موسم الحج موسماً نظيفاً وناجحا طبياً ملغياً كل المخاوف والقلق اللذين دفعا ببعض الحكومات إلى منع حجاجها من تأدية الركن الخامس، فالحمد لله الذي تحقق كل هذا الإنجاز وبخسائر لمرضى كانوا مصابين في بلدانهم.
الحمد لله الذي مكّن الحجاج من تأدية فريضتهم ومنّ على المملكة قيادة وشعباً وحكومة من أن تؤدي دورها وعملها في خدمة من لبوا نداء الخالق وقصدوا البيت العتيق والمشاعر المقدسة لتأدية فريضة الركن الخامس من أركان الإسلام.
الحمد لله الذي أنعم على ضيوف الرحمن.. والحمد لله أن أعاد علينا هذا اليوم السعيد، عيد الأضحى المبارك وكل عام والمسلمين جميعاً بخير.
***