جدة - صلاح مخارش - فهد المشهوري:
ارتفعت حصيلة الوفيات جراء السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة أمس إلى 77 حالة، فيما تم إنقاذ ما يقارب 853 حالة من الغرق منهم 672 إنقاذا أرضيا و181 إنقاذا جويا من خلال طيران وزارة الداخلية.
وأشارت محافظة جدة في بيان صدر مساء أمس أن الأضرار والوفيات كان جراء بعض السيول التي أتت من وادي قوس ووادي فاطمة إضافة إلى الأمطار التي بلغ معدلها 90ملم، والذي لم يسبق أن هطل على محافظة جدة مثل هذا المعدل من الأمطار، حيث تدفقت المياه بصورة كبيرة جراء السيول أدت إلى حدوث أضرار شرق مدينة جدة وجنوبها.
وذكر البيان أنه تم تشكيل فرق عمل ولجان لحصر الأضرار التي لحقت بالمتضررين وهيئة وسائل الإسعاف والعلاج المناسب للمرضي إضافة إلى إيواء من ليس لدية مأوى.
وأكد البيان أن الجهات المسئولة تتابع حتى وقت إصدار هذا البيان عمليات البحث والإنقاذ وتمشط الأحياء المتضررة.
محافظ جدة يتفقد المناطق المتضررة
إلى ذلك تفقد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة أمس اللجان العاملة ميدانيا بشرق الخط السريع (طريق الحرمين) وكوبري الخير والأحياء المتضررة جراء تلك السيول التي شهدتها المحافظة.
والتقى سموه خلال الجولة التفقدية المواطنين وحث جميع رؤساء الدوائر الحكومية والأمنية على سرعة إنقاذ كل من تضرر جراء السيول والأمطار بجدة وتوفير الاحتياجات الرئيسية.
وأعرب سمو محافظ جدة عن تعزيته لأسر المتوفين، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ الجميع من كل مكروه.
وكان سمو الأمير مشعل بن ما جد قد رأس مساء أمس الأول اجتماعا برؤساء الدوائر دائمة العضوية والجهات ذات العلاقة العلاقة للمتابعة والوقوف على آخر مستجدات ما شهدته محافظة جدة من أمطار.
وناقش سموه تطبيق خطة الطوارئ لمواجهة السيول والأمطار التي أعدت في الشهور الماضية لمواجهة أي أضرار أو كوارث طبيعة لا سمح الله.
حرس الحدود يشارك في الإنقاذ
وأوضح رئيس الشئون العامة بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة العقيد علي الزهراني أن حرس الحدود في منطقة مكة المكرمة يشارك في إنقاذ المتضررين من الأمطار بأكثر من 65 غواصاً والعديد من الضباط المدربين على عمليات الإنقاذ إضافة إلى الزوارق المطاطية وكافة معدات الإنقاذ وتم تمشيط العديد من الأحياء السكنية المتضررة وتم إنقاذ عدد من الأسر المحتجزة، مؤكداً انتشال العديد من الجثث، مشيراً إلى أن فرق البحث والإنقاذ لا تزال تواصل مهامها لإنقاذ باقي المحتجزين.
الأحياء الشرقية والجنوبية الأكثر تضرراً
من جهته أوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في جدة النقيب عبدالله العمري أن فرق الإنقاذ ما زالت تباشر أعمالها لإنقاذ عدد من المحتجزين داخل مركباتهم وفي بعض المنازل القديمة في مواقع مختلفة، فيما تم إخراج العديد منهم وإنقاذهم خلال الساعات القليلة الماضية، كما يستمر البحث للتأكد من عدم وجود جثث أخرى في عدد من المواقع، مبنياً أن الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية ونشاط الرياح السطحية وتدفق مياه السيول، تسببت في عدد من الأضرار في الأحياء والشوارع خاصة الواقعة في شرق جدة. وأشار النقيب العمري إلى أن أكثر الأحياء تضررا هي قويزة، والعدل، والجامعة، والمنتزهات، الروابي، والسليمانية، إلى جانب تضرر طريق (جدة - مكة) الحرمين، بشكل كبير، والذي يشهد حركة مرورية كبيرة جدا، فيما لا يزال الطريق حتى لحظة إعداد الخبر مغلقا، والعمل جار على افتتاحه بعد التأكد من زوال الضرر.
كما أصدر الدفاع المدني توجيها لدور الشقق المفروشة بأحياء المساعد والنزهة والربوة والبواديفي شمال جدة باستقبال المتضررين من جراء السيول.
مآس تدمي العين والقلب
وقد خلفت سيول جدة العديد من المآسي منها فقدان مواطن لستة من أفراد عائلته جراء المياه التي داهمت الدور الأرضي من منزله بحي قويزة، وكان المتوفون هم زوجته وثلاثة من أبنائه وشقيقتاه وما زال البحث جارياً عن طفلته التي لم يتجاوز عمرها السنتين، حيث أدى جموع من المصلين الصلاة على الأموات الذين رحلوا في هذه الكارثة بمسجد حي الربيع وتم دفنهم بمقبرة الأجود بشرق جدة.
وشهد حي الدقيق الواقع بجنوب جدة قصة أخرى لمقيمة إفريقية خرجت لزيارة أمها في طرف الحي وتركت وراءها خمسة أطفال في منزلها وعند بدء هطول الأمطار لم تستطع العودة إلا بعد انقطاعها لتجد منزلها قد جرفته السيول وتفقد جميع أطفالها.
أمانة جدة
من جانبها قدرت أمانة جدة حاجة المحافظة إلى 3 مليارات ريال لتنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار وتغطية كامل المدينة بشبكة تصريف، مبينة أن قضية تصريف مياه الأمطار على رأس أولوياتها، حيث خصصت لمشروعات درء مخاطر السيول والأمطار والمياه الجوفية في ميزانيتها العام الماضي ما نسبته 19% بما يصل إلى 294 مليون ريال، ويجري العمل على في 37 مشروع بقيمة إجمالية تصل إلى ما يقارب المليار ريال.
وأوضح وكيل أمين جدة للتعمير والمشروعات المهندس إبراهيم كتبخانه أن مشروعات درء مخاطر السيول تغطي حوالي 30% فقط من جدة، مؤكداً أن الأمانة أعدت عددا من الدراسات الهندسية لاستكمال باقي أحياء جدة غير المغطاة بشبكة تصريف مياه أمطار، ومنها دراسة هندسية لتصميم خطوط وشبكات لتصريف مياه الأمطار للمناطق والأحياء السكنية غير المخدومة بشبكات تصريف الأمطار، وذلك في المناطق الواقعة غرب طريق الحرمين وجنوب شرم أبحر، التي سيتم تنفيذ مشروعات تصريف مياه أمطار بها عبارة عن أنابيب خرسانية وعبارات صندوقية وقنوات مفتوحة، ويغطي المشروع بلديات أبحر والمطار وجدة الجديدة والعزيزية والجامعة والبلد والجنوب. وأشار إلى أن المناطق الواقعة شرق الخط السريع وهي أكثر المناطق التي تضررت من هطول الأمطار، تم تغطيتها في دراسة أخرى أعدتها الأمانة مع إحدى الشركات الاستشارية الكبرى وهي عبارة عن دراسة هندسية لتصميم خطوط وشبكات لتصريف مياه الأمطار للمناطق والأحياء السكنية غير المخدومة بشبكات تصريف الأمطار والواقعة شرق الحرمين، بالإضافة إلى تصميم خزانات سطحية لتصريف مياه السيول القادمة من الأودية الواقعة شرق محافظة جدة، ومن المقرر تنفيذ المشروع بأنابيب خرسانية وعبارات صندوقية وقنوات مفتوحة وخزانات سطحية.