Al Jazirah NewsPaper Friday  27/11/2009 G Issue 13574
الجمعة 10 ذو الحجة 1430   العدد  13574
جدة تصرخ تحت الماء... إني أغرق أغرق

 

جدة - صلاح مخارش:

تواصلت أحداث الأمطار ومن ثم السيول على محافظة جدة أمس منذ الصباح وازدادت الأحداث والمفاجآت عصراً ليكون التأثير والصدمة مع مرور الوقت إلى المساء حتى الثانية عشرة من مساء البارحة ساعة كتابة هذه السطور.

شلل تام أصاب الحركة المرورية في جدة أمس ففي طريق الملك عبدالله كانت المياه ترتفع داخل النفق لعدة أمتار حيث احتجزت عدة سيارات بعد أن داهمت السيول أصحابها كما أن السيارات الصغيرة لم تعد ظاهرة داخل النفق وفي نفس الوقت بقي الحال على ما هو عليه حتى المساء حيث لم يقل منسوب المياه بل يزداد شيئاً فشيئاً مما دفع أصحاب السيارات الأخرى للسير في المسار العلوي للنفق حيث تقف السيارات لعدة ساعات دون حراك حتى يلتقي الطريق بطريق المدينة فتتوقف الحركة تماماً في هذه النقطة ليحاول أصحاب السيارات الأخرى سلك الطرق الداخلية بين المباني السكنية فيصدمون بمنسوب مياه أيضا مرتفع وحفر مليئة بالمياه.

في طريق الملك فهد وبالقرب من إسكان الشرفية كانت الحركة متوقفة تماماً خاصة وأن الطريق هو انطلاقة الحجاج في مثل هذا الوقت من كل عام إلى المشاعر المقدسة لذلك صعد الحجاج فوق جسر الستين لإيقاف باصات أو أي وسيلة نقل تنقلهم إلى المشاعر المقدسة فترى ازدحام الحجاج كثيفا في ذلك الوقت في ذلك الموقع.

طريق مكة كيلو 2 حيث أحد الجسور الواقعة بالقرب من فندق السلام قد أغلق الجسر والشارع بشكل تام وإغلاقه تم بالسيول حيث ما تلبث السيارات تصل إليه إلا وتعود إلى الخلف مع عدم وجود أي تصريف للأمطار والسيول كما هو في العديد من أحياء جدة.

أحياء كيلو 10 وكيلو 14 الشهيرة انهارت بعض المنازل الشعبية كما جرفت السيول هناك سيارات وأيضا تم جرف مستودع كامل للأخشاب.

الطريق السريع أو ما يعرف أيضا بطريق الحرمين وحتى الجامعة شهد حوادث مرورية وكذلك جرف المياه لعدد كبير من السيارات التي تضررت حيث تجمعت السيارات بمختلف الأشكال والأنواع في عدة مواقع نتيجة لهذه السيول فيما واصلت الطائرات العمودية تواجدها وعمليات الإنقاذ حتى مساء البارحة فيما أكدت مصادر أن عدد الوفيات نتيجة لهذه يفوق العشرين شخصاً.

المصورون الهواة تواجدوا أمس بكثافة في عدة مواقع من جدة سواء بكاميراتهم الشخصية أو بكاميرا الجوال حيث التقطوا صور مختلفة لهذا الوضع الذي لم تشهده محافظة جدة من قبل.

فمنذ الصباح وإشراقات النهار الأولى خرج الناس من منازلهم للاطمئنان على (أحوالهم) و(أغراضهم ) وكل شي تركوه حولهم مساء أمس الأول الأربعاء وأصبح الكل يروي قصته وأحداث المطر الغزير والسيول والخوف الذي داهم الكثير من الصغار والكبار والأسر على أقاربها خشية من فقدان عزيز جرفته السيول التي جرفت شاحنات نقل ثقيل وسيارات ومستودعات ومنازل, أناس تعطلوا في الطرقات لساعات طوال لم يصلوا لمنازلهم نتيجة لامتلاء الشوارع الرئيسية والفرعية بمياه الأمطار وحتى الإنفاق بكاملها في جدة أغلقت نظراً لامتلائها بمياه الأمطار وتحولها وكأنها (مجرى لسيل) الجسور كذلك توقفت عن العمل حيث ما إن تصعد سيارة لأعلى الجسر ما لبثت إلا أن تنزل على وادي من المياه المتحركة وطبقت الإسفلت في العديد من الشوارع جرفت!!

وكانت لجنة الدفاع المدني الفرعية قد اجتمعت مساء الأربعاء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وحضور جميع مديري الجهات ذات العلاقة لبحث الموقف واتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة للتعامل مع الوضع ومعالجة الأضرار.

ولازالت الجهات المعنية تعمل ميدانياً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعالجة الوضع وتقديم العون والمساعدة والإغاثة والمأوى للمواطنين، كما شكلت لجان ميدانية من الجهات ذات العلاقة لإعادة الخدمات الضرورية وكل ما يتطلبه الوضع من إجراءات لإعادة الوضع إلى حالته الطبيعية.

وفي صباح أمس لوحظ الانتشار الكثيف للدوريات الأمنية وبشكل كبير جداً في جميع أحياء جدة وطرقها الرئيسية حيث كانت تقوم بالمشاركة أيضاً في تنظيم الحركة المرورية وتنبيه السائقين إلى الطرق في الوقت الذي توقفت فيه إشارات المرور عن العمل في العديد من الأحياء والمواقع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد