المشاعر المقدسة - فهد العويضي
تدفقت جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الجمعة العاشر من شهر ذي الحجة على منى قادمين من مزدلفة بعد أن باتوا الليلة بها وبعد أن شهدوا يوم أمس الخميس الوقفة الكبرى على صعيد عرفات وقضوا الركن الأعظم من أركان حجهم .
وقد ساد الهدوء والسكينة جموع الحجيج في نفرتهم المباركة من مزدلفة إلى منى تكلؤهم عناية الله وتحفهم رعايته ثم جهود إخوان لهم من أبناء هذه البلاد الطاهرة اعتزوا ويعتزون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بخدمة ضيوف بيت الله العتيق وخدمة الحرمين الشريفين وأمة الإسلام في كل مكان معتبرين ذلك شرفاً عظيماً أولاه لهم رب العزة والجلال .. وأن حركة الحجيج من مزدلفة إلى منى تمت بتميز من السهولة والأمن والأمان والاطمئنان بتوفيق من الله ثم عبر ما أُقيم من طرق فسيحة عالية التقنية ووسائل نقل حديثة ومريحة أدار حركتها وتحركاتها رجال أكفاء من رجال الأمن والمرور وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والكشافة يعاضدهم في خطوط متعددة مختصون من مختلف الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجاج وفق تنظيم دقيق استوعب بمرونته كل سبل العمل على راحة الحجيج .. وأسهمت مشروعات الطرق والأنفاق والجسور وما خصص منها للمشاة إسهاماً مباشراً في سهولة حركة السيارات والمشاة فقد استوعبت الأعداد الهائلة من السيارات والمشاة بشكل ملحوظ حيث دخلوا إلى منى في وقت قياسى رغم تلك الكثافة.. وقد تضاعفت الجهود في عملية التنظيم والإرشاد والمساعدة للحجاج بين مختلف القطاعات العاملة لخدمة الحجاج وتحقيق راحتهم وتابعت الطائرات العمودية حركة النفرة موجهة من خلال غرفة العمليات ومراكز القيادة والسيطرة إلى مواقع الكثافة على الطرق كافة للعمل على تسهيل حركة النفرة.
وفي الوقت ذاته انتشرت على جوانب تلك الطرق المتعددة كافة الخدمات التي شملت الخدمات الصحية والتموينية والمياه التي تأتي في مقدمتها مبرة خادم الحرمين الشريفين للمياه المبردة إلى جانب مراكز الهاتف والتوعية والإرشاد.. فيما استقبلت منى ضيوفها حجاج بيت الله الحرام وهي تضاهي أحدث مدينة عصرية تحوي بين جنباتها كل ما يحتاج إليه الإنسان لحياة هانئة مفعمة بجو من الأمان والاطمئنان .
وقد اتجهت جموع الحجيج إلى جمرة العقبة للرمى اتباعاً لسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدى والأضاحي والطواف ببيت الله العتيق أداء لركن من أركان الحج وهو طواف الإفاضة.
ويبيت حجاج بيت الله الحرام بمنى يوم العاشر والحادي عشر من ذي الحجة مهللين ومكبرين ذاكرين الله ثم ينفرون بعد زوال شمس اليوم الثاني عشر إلى مكة المكرمة لمن تعجل منهم بينما يبيت غير المتعجل إلى يوم الثالث عشر.
وخلال بقائهم اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة يؤدون بعد زوال الشمس من كل يوم شعيرة رمي الجمرات الثلاث الصغرى، فالوسطى ثم جمرة العقبة اتباعاً لسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام .