Al Jazirah NewsPaper Friday  27/11/2009 G Issue 13574
الجمعة 10 ذو الحجة 1430   العدد  13574
الحج قديماً.. ذكريات جميلة ونفحات إيمانية لا تُنسى

 

المشاعر المقدسة - عبدالله الزهراني- تصوير - مشعل القدير

أيام الحج لها طابع خاص ومذاق جميل؛ فالحجاج يكونون مشغولين منذ بزوغ الفجر حتى مغيب الشمس بأداء واجبات محددة، أما النصف الآخر من اليوم فيقضونه في تدبر وقراءة القرآن الكريم وذكر الله والاستفادة من بعض المحاضرات الدينية التي تقدمها بعض مؤسسات الحجاج، كما أن عدداً من كبار السن يستقطعون جزءاً من وقت المساء في الحديث مع مجموعة من الحجاج رفقاء الحملة في الحج وبناء علاقات جديدة معهم يسترجعون فيها الذكريات القديمة أيام الحج في الماضي، التي حملت في طياتها مواقف لا تزال عالقة في الأذهان رغم المعاناة التي عاصروها ومروا بها آنذاك.

(الجزيرة) التقت بعض الحجاج داخل مخيماتهم. بداية رجع العم صالح الذي يعمل في إحدى مؤسسات الحج لبضعة عقود بالذاكرة إلى الحج قديماً بقوله: (الحج قديماً رغم صعوبته إلا أن له ذكريات جميلة لا تُنسى؛ فالطرق لم تكن مزفلتة؛ بل غالبيتها وعرة، والسفر كان يتوجب بذل جهود كبيرة، إضافة إلى المشاكل الصحية ومحدودية الخدمات والتنظيم في ذلك الوقت).

وعن قضاء الحجاج أوقات المساء بيَّن أن الحجاج ليسوا سواء؛ فهم يستغلون الأوقات في أمور عديدة؛ فمنهم من يقوم بقراءة القرآن واستغلاله في تدبر معانيه وذكر الله، والبعض الآخر يحرص على حضور بعض المحاضرات الدينية، أما البعض الآخر فيقومون بالتواصل مع الحجاج الآخرين، يتبادلون المعلومات والثقافة؛ فالحج يجمع الجنسيات من مختلف بلدان العالم.

وعن الذكريات القديمة يقول الحاج أبو أحمد إن الحجاج قديما كانوا يتعرضون في سفرهم إلى العديد من المعاناة، من أبرزها مشقة السفر إلى الأراضي المقدسة، التي تصل إلى أسابيع وأشهر؛ حيث تنقطع أخبارهم ويبتعدون عن الأهل والأوطان، إضافة إلى تعرضهم للأمراض، وربما مات بعضهم في الطريق فلم يعلم ذووه إلا بعد انتهاء الحج.

في موقع آخر يقول الحاج أحمد: مواقف الحج جميلة؛ فهي مبكية في الوصول إلى المشاعر المقدسة، ومبكية أيضاً في الانتهاء من مناسك الحج والعودة إلى الأوطان سالمين غانمين، ونحن نستغل جميع الأوقات، وهذا لا يقتصر على وقت محدد فيما يقدرنا الله عليه من تكبير وتهليل وذكر الله في مثل هذه الأيام المباركة التي تحيط بها النفحات الإيمانية.

الحاج محمد أهني من الجزائر قال: لقد مَنّ الله علي بالحج قبل عشرين عاماً، وها أنا اليوم هنا في المشاعر، والسعادة والسرور لا يسعاني.. مؤكداً أن الخدمات خلال تلك الفترة، التي تزيد على عقدين من الزمان مختلفة تماماً؛ ففي الماضي كان الناس يواجهون معاناة في الحج، خاصة في التنقل والوصول إلى هذه البلاد المباركة. مضيفاً: اليوم - ولله الحمد - كل الخدمات متوافرة؛ ففي المخيمات يتوافر بها كل ما لذّ وطاب من المأكولات، والمحاضرات الدينية وحتى الطبية سواء ما توفره مؤسسات الحج أو حكومة المملكة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد