Al Jazirah NewsPaper Friday  27/11/2009 G Issue 13574
الجمعة 10 ذو الحجة 1430   العدد  13574
وزير الصحة مؤكداً استقرار الوضع الصحي في المشاعر المقدسة:
أقمار صناعية لمحاصرة (الفيروسات) وزيارات ميدانية للحالات المصابة داخل المخيمات

 

حوار - محمد العيدروس - تصوير - سليمان وهيب

نفى معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة منع أي حاج من الداخل أو الخارج من دخول المشاعر المقدسة لعدم أخذه لقاح الأنفلونزا H1N1. وقال (قمنا بالنصح والتوجيه ووفرنا اللقاح.. وبالتالي فكلٌّ يتحمل مسؤوليته)، وأكد د. الربيعة الذي كان يرد على أسئلة ل(الجزيرة) من أعلى برج مجمع مبنى للطوارئ أن وزارته بادرت هذا العام بتوفير300 جهاز مساعد للتنفس الصناعي والكشف عن الأمراض في خطوة غير مسبوقة عالميا. إلى جانب مبادراتها أيضاً بتفقد أوضاع المخيمات والكشف عن أي حالات مشكوك بها.

وفيما يلي حديث الوزير..

* كيف تسير الأوضاع الصحية لضيوف الرحمن معالي الوزير؟

- الأوضاع مطمئنة للغاية، فلم نسجل حالات مقلقة أو خطيرة جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المشاعر المقدسة، ولم يتعد الأمر حدود الانزلاقات فقط. أيضاً لم نرصد حالات أو بيئة ولم نر سوى حالتين تقريباً.

أما فيما يتعلق بأنفلونزا الخنازير، فالوضع ممتاز ومنذ بداية موسم الحج لم نسجل سوى 67 حالة وفي العناية المركزة لا يوجد سوى أربع حالات وهي مستقرة بعد أن كانت ست حالات.

الشيء الجميل الذي أود الإشارة إليه هنا هو أن مركز الإحصاء في الوزارة يرصد جميع ما يدور حيث يتم تسجيل جميع الحالات بشكل يومي على مستوى المشاعر المقدسة، وبالتالي فجميع المؤشرات إيجابية واستعداداتنا لموسم الحج بدأت منذ عدة أشهر ودعونا50 خبيراً أجنبياً لوضع آلية علمية مهنية. ركزنا على التدريب والأيادي المهنية، وجهزنا 14 مستشفى متخصصاً وعشرات المراكز الصحية في جميع المشاعر المقدسة، ولدينا 135سرير عناية مركزة متحركة في سيارات الإسعاف، وهناك 500 سرير عناية ثابت والأسرة هناك2800 سرير، وكل ذلك يسجل لصالح المملكة باعتبارها قادرة على تجهيز عشرات المستشفيات لا تعمل سوى خمسة أيام في الأسبوع.

* معالي الوزير.. لأول مرة تطبقون في موسم حج هذا العام نظاماً إلكترونياً عبر الأقمار الصناعية لمراقبة إنفلونزا الخنازير، والآن هناك أمطار وسيول غزيرة قد تكون أيضاً عاملاً لاستفحال نقل الفيروس بسرعة.. ما هي مرئياتكم؟

- هذا الرصد الآلي الإلكتروني عبر الأقمار لن يفيدنا في موسم الحج فقط، بل سوف نستخدمه في جميع الفيروسات وليس أنفلونزا الخنازير فقط، وبالتالي تكون استعداداتنا أفضل في السنوات القادمة.

أما الأمطار والسيول فلا علاقة لها بأنفلونزا الخنازير وزيادة انتشارها، قد يكون البرد عاملا في ازدياد الالتهابات الفيروسية ودرجات الحرارة مقبولة ومع ذلك نحن جاهزون.

وأود الإعلان هنا عبر (الجزيرة) أننا هذا العام طبقنا ولأول مرة نظام المبادرة بالذهاب إلى مخيمات الحجاج وزيارة وفحص جميع الحالات التي لديها، وذلك لضمان التشخيص الصحيح باعتبار أن المشكلة كانت في التأخر في الاكتشاف والتشخيص وأتصور أن هذه سابقة للوزارة ومعالجة أي حالة في بدايتها قبل أن ينتشر المرض.

* ما هي درجة التفاعل الدولي مع المملكة في محاصرة أنفلونزا الخنازير وخاصة لموسم الحج؟

- اكتسبنا خبرة على مدى سنوات ماضية عديدة في التعامل مع أوبئة أشد ضراوة من أنفلونزا الخنازير ومع ذلك لم يلغ أي موسم حج أو تحدث كوارث نحن نخطط مبكراً ونضع توجيهات ونعرف أن هذا الوباء (أنفلونزا الخنازير) منتشر في جميع دول العالم. إلا أننا لم نطالب بتخفيض أعداد الحجاج ولكننا دعونا جميع الدول للتعاون والكشف المبكر وهناك دول تجاوبت وتفاعلت وأخرى لم تلتزم.

* وصلت إليكم قرابة الـ300 جهاز متطور تختص بالتنفس الصناعي لأنفلونزا الخنازير ما هي آلية التدريب حولها؟

- هذه الأجهزة ليست لعلاج أنفلونزا الخنازير وحسب، بل لعلاج جميع حالات صعوبات التنفس وهي لا توجد على مستوى العالم إلا في دور قليلة وقد سارعنا في الوزارة مبكراً بشراء جميع هذه الأجهزة، وكان التجاوب معنا فاعلا نظراً لموسم الحج.

كما تم تدريب قيادات عناية مركزة وقيادات التمريض على هذه الأجهزة بشكل مباشر ووضعت لهم دورات والجميل في هذه الأجهزة الجديدة إنها سوف تكون ركيزة لكل مستشفيات وزارة الصحة في كافة المناطق وسوف تعطي تقنية عالية لمراكز العناية المركزة في المملكة إذاً نحن كسبنا كوادر وأجهزة.

* ألزمت وزارة الحج، شركات حجاج الداخل بتوفير أطقم طبية داخل مخيماتها إلى أي حد التزموا بذلك؟

- تنسيقنا مع وزارة الحج بدأ مبكراً حرصا على حجاج الداخل والخارج. وبعض الكوادر الطبية المرافقة أتت من الخارج وأخرى من القطاع الخاص في الداخل حسب علمي أن وزارة الحج لم تستثن أحداً.

* مدينة الملك عبدالله الطبية.. أحد الصروح الطبية الضخمة التي يتم افتتاحها السبت القادم.. ما هي رؤيتكم؟

- نحن نثمن بالاعتزاز تشريف خادم الحرمين الشريفين وتلطفه بالموافقة على افتتاح هذا الصرح. وهو ما يؤكد حرصه واهتمامه بصحة المواطن والمقيم، وهذه المدينة هدية ثمينة لمواطني منطقة مكة المكرمة، وسوف تكون أحد المراجع الطبية الكبرى في القطاع الغربي بشكل أعم.

* معالي الوزير.. هناك الكثير من الحجاج لم يأخذوا لقاح أنفلونزا الخنازير.. هل مارستم إجبارية أخذ اللقاح لهم؟

- سياسة المملكة العربية السعودية هي النصح وبشدة وتوصي عبر الوزارة والهيئات العالمية، ولكننا لم نجبر أحداً على أخذ اللقاح سواء من حجاج الداخل أو الخارج على حد سواء، فيما يتعلق بحجاج الخارج وضعنا المسؤولية على وزارات الصحة في دولهم، وكل وزارة صحة مسؤولة عن حجاج بلادها، أما داخليا فقمنا بحملات توعوية شاملة ووفرنا اللقاح لمن يريد، ولكن لا يمكن أن نمنع حاجاً من أداء الفريضة لأنه لم يأخذ اللقاح.

* هل لديكم قراءة الأرقام ما تنفقه الدولة من مشروعات صحية لضيوف الرحمن؟

- بدأنا هذا العام بوضع رصد مالي لكافة تكاليف موسم الحج، ولكن ما يصرف على الحاج كتكلفة هي مرتفعة للغاية سواء للعاملين أو الأطباء أو ضيوف الرحمن، وهي توازي ميزانية دولة، لدينا مشروعات سنوية كبرى وننفق على الحجيج مبالغ طائلة، وأستذكر ما قاله الأمير نايف أن المملكة تنفق على الحاج أضعاف ما يستفيد منه المواطن السعودي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد