Al Jazirah NewsPaper Friday  27/11/2009 G Issue 13574
الجمعة 10 ذو الحجة 1430   العدد  13574
أمن الحج.. خط أحمر!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

من حقنا كسعوديين، أن نفرح ونفاخر بتحذير سمو الأمير نايف بن عبد العزيز - قبل أيام -، لكل من ينوي العبث بأمن الحج والحجيج، أياً كانت جنسيته. وأن السعودية لن تسمح بأي حال من الأحوال، ابتداع أي شيء ليس ركنا مطلوبا في أداء مناسك الحج. ومن يخالف ذلك، فسيواجه بالصرامة الملائمة للفعل، وسيكون عرضة للعقاب

ورغم الحشد الإعلامي العدائي للسعودية قبل بداية مناسك الحج، الذي كان كعود ثقاب ألقاه النظام الإيراني على وقود الفتنة النائمة، فإننا نجد تصريح سمو الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي لم يتجاوز أربعاً وثلاثين دقيقة بين سؤال وجواب، تؤكد أن مناسك الحج لن تكون مسرحا لتصفية الحسابات السياسية، من خلال مظاهرات صاخبة، ودعاوى باطلة، ومسيرات براءة من المشركين، وتحويل فريضة وعبادة دينية إلى فريضة وعبادة سياسية.

لقد بات واضحا، أن الحج عبادة محضة من أعظم شعائر الإسلام، وهو أحد أركانه الخمسة - وبالتالي - فإن تنظيم مظاهرات، أو رفع شعارات سياسية، بهدف تحقيق مآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج التي فرضها الله، يعد فتنة كبرى تمزق وحدة الأمة.

حين قرأت قول الله - تعالى - في سورة الحج: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، تيقنت أن المقصود بالإلحاد، هو: المخالفات الشرعية. فأصل الإلحاد في اللغة، هو: الميل إلى معصية الله - تعالى - ومخالفة شرعه، قال الطبري: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، يعني: أن تستحل من الحرام ما حرم الله عليك. وقال القرطبي: والمعاصي تضاعف بمكة كما تضاعف الحسنات، فتكون المعصية معصيتين، إحداهما: بنفس المخالفة، والثانية: بإسقاط حرمة البلد الحرام، وهكذا الأشهر الحرم سواء، وقد روى أبو داود عن يعلى بن أمية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه). وهو قول عمر بن الخطاب، والعموم يأتي على هذا كله. فطافت بي الذاكرة إلى الثالث من ذي الحجة، عام 1406هـ، حين نجحت الجمارك السعودية في مطار - الملك - عبد العزيز الدولي بجدة، في إحباط محاولة لتهريب (51) كيلوجراما من مادة C4 شديدة الانفجار التي عثر عليها بحوزة الحجاج الإيرانيين، الذين قدموا على متن الرحلة رقم (3169) من أصفهان. كما طافت بي الذاكرة إلى سيناريو حج عام 1407هـ، حين جرت محاولات ضخمة لتصدير الفتنة والإرهاب والتفرقة والعنف والكراهية في موسم الحج لإفساده، وتعكير صفو أمن الحجيج، بواسطة رعاع وعناصر لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة. أوليس ما سبق ذكره من أعمال إرهابية، يعد من أعظم الإلحاد في بيت الله الحرام؟

عام بعد عام، تلهج الألسنة بالدعاء، وتوجيه الشكر للجهود التي تبذلها الحكومة السعودية في تأمين أمن ملايين الحجيج، وتوفير كل الخدمات الأمنية والصحية لهم، مما يستلزم التأكيد على حق السعودية في اتخاذ كل التدابير؛ للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث، ومنع أية إساءة لحرمة بيت الله الحرام، ورفض أية أعمال شغب في الأماكن المقدسة، وكل ما يمس أمن وسلامة وسيادة السعودية.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد