Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/11/2009 G Issue 13572
الاربعاء 08 ذو الحجة 1430   العدد  13572
السهل الممتنع
(الكرة) عندما تتحول إلى (قنبلة)
صالح السليمان

 

طيلة متابعتي للمشهد الرياضي والمنافسات الكروية لم أشهد مباراة كرة قدم شهدت تصعيدا وتسخينا مثل مباراة المنتخبين المصري والجزائري.. هذه المباراة الرياضية التاريخية التي تصدرت نشرات الأخبار السياسية ليس لروعتها الفنية وارتفاع مستواها ولكن لأنها تحولت من مباراة إلى حرب كروية..

بسبب (حماقات إعلامية) أشعلت شرارة هذه السجال بين بلدين عربيين كبيرين هزت علاقتهما (قطعة جلدية مملوءة هواء)..

مستديرة أو مكورة وجدت للتسلية والمتعة والتنافس والتحدي الشريف..

وليس للتناحر والتناطح والعداء..

في القدم وقعت حرب طاحنة استمرت 40 عاما بين تغلب وبكر بسبب (ناقة) تعود لعجوز تدعى البسوس بنت منقذ..

ومن لطف الله أن الجزائر ومصر ليسا متجاورين جغرافيا..

وإلا لحدث ما لا تحمد عقباه بسبب (كرة) تحولت إلى (كره) بين شعبين شقيقين!!..

ولعادت مجددا سيرة هندوراس والسلفادور التي قامت بينهما حرب عسكرية بسبب مباراة..

وإن كانت علاقتهما في الأصل متوترة ولكن نتيجة المباراة هي الشرارة التي أشعلت الحرب..

الإعلام الموجه أو المسيس والإعلام النفعي هو من أخرج المباراة عن مسارها الطبيعي وإلا فالشعبان المصري والجزائري شعبان شقيقان..

ولكن المشكلة في الإعلام الذي يتلاعب بعواطف الشعوب وخصوصا البسطاء منهم لأهداف مستترة ومكشوفة..

وحسب متابعتي فمن أشعل النار وهرب دون أن يقدر عواقب فعلته هو إعلامي مصري يدعى عمرو أديب..

فقبل مباراة الرد بثلاثة أسابيع تكلم كلام بغيض وعنصري واستعلائي تجاه الجزائر وشعبها..

والإعلام المصري أو للأسف بعضه ينظر باستعلاء وفوقية ممقوتة تجاه الشعوب العربية الأخرى ولا يقبل أي تفوق لبلد عربي في مجال رياضي أو غير رياضي..

ولا يمكن المقارنة بين تأثير الإعلام المصري بقنواته المنتشرة..

بإعلام جزائري محدود وغير منتشر ممثلا بقناة وحيدة غير متابعة..

والتصعيد الإعلامي اعتقد انه كان للتغطية على الخسارة وصرف الأنظار بإثارة مشاكل جانبيه..

رغم أن الأمن السوداني نفى كثيرا من الادعاءات عن وجود إصابات مؤثرة..

الحالة بين لاعبي الفريقين الشقيقين كانت أفضل حالا وأقرب للروح الرياضية مما حدث خارج الملعب وإن كان يعاب على الفريق الجزائري (ناشف) وهي إحدى سمات الكرة المغاربية..

الفريق الجزائري كان يلعب بتكتيك وانضباط قوي ويعرف ماذا يريد..

والفريق المصري الأفضل أفرادا كان تائها في شوط المباراة الأول ولم يتضح التكتيك الذي يلعب به..

وأعتقد غلطة شحاته في إبقاء زيدان على الدكة والاعتماد على الكرات الرأسية والهوائية بمشاركة متعب وزكي كرأسي حربة وهما المتماثلان في الأداء..

الفريق الجزائري قاتل وكافح لينتزع فوزا ثمينا من منتخب أفضل منه فنيا ونقدم له التهنئة على الصعود لكأس العالم..

والفريق المصري بجيله الحالي الذهبي من المؤسف أن لا يلعب في المونديال خصوصا بوجود عناصر مثل أبو تريكه والحضري وزيدان..

ولكن هذا حال الكرة..

نور سامي الشلهوب..

خروج لاعب الاتحاد محمد نور من قائمة اللاعبين الآسيويين المرشحين لجائزة أحسن لاعب في آسيا لهذا الموسم تحول إلى قضية تعيد إلى الأذهان مشهد خسارة بعض اللاعبين السعوديين للجائزة في وقت كانوا المرشحين الأقوى لها..

وإن كان خروج نور أقل مرارة..

لأنه خرج من السباق قبل خط النهاية بمسافة..

في حين وجد (الشلهوب) نفسه على المنصة بجوار لاعب مستجد ومغمور يحمل جائزة أحسن لاعب آسيوي..

و(سامي) يضطر للعودة من المطار لمشاركة فريقه مباراة مهمة بعد أن علم أن الجائزة ذهبت لغيره رغم التأكيدات شبه الرسمية أنه هو الفائز باللقب!..

محمد نور بشكل عام وكتاريخ فلاشك أنه يستحق الجائزة..

لكن حسب العطاء الموسمي..

قد يكون الحصيلة النقطية غير كافية..

ولكن هناك رأي يرجح أن للإدارة الاتحادية دورا في استبعاده بحجة عدم قدرته على الحضور..

بهدف ضمان مشاركته في مباراة الشباب..

ويشيع التيار المناهض للإدارة أن الإيميل الذي ظهر في الإعلام هو للتغطية على خطاب سري آخر أرسل للاتحاد الآسيوي!..

وربما تكون فرية جديدة من هذا التيار على الإدارة بقيادة الدكتور المرزوقي التي تبحث عن العمل بشكل مستقل وحر دون أن تكون تحت وصاية أي من أعضاء الشرف..

(الإنذارات) وتدبيل العقوبات..

حسب ما يبدو أنه يتم الآن مراجعة وتنقيح لائحة العقوبات في الدوري السعودي..

والاستفادة من التجارب والملاحظات والاقتراحات والانتقادات تجاه بعض الثغرات التي ظهرت من خلال التطبيق على أرض الواقع..

أتمنى مراجعة قانون مضاعفة الإيقاف بتزايد البطاقات..

لأنني أراه غير منطقي وليس عادلا..

الثلاث بطاقات الأولى (إيقاف مباراة)..

والثلاث بطاقات الثانية (إيقاف مباراتين) أي إيقاف (ثلاث مباريات) مقابل (6 كروت)..

فهذا النظام يجعل الأندية تخسر لاعبين محترفين أنفقت عليهم ملايين الريالات..

محاولة الحد من كثرة الإنذارات فكرة سامية وهادفة..

ولكن المشكلة أن اللاعب قد يظلم بإنذار غير صحيح أو بسبب خطأ عفوي..

والأهم والأخطر في الموضوع قد يعاقب لاعب بإنذار على خطأ.. لا يعاقب عليه لاعب آخر..

ومباراة يكون الحكم سخيا ببطاقاته.. ومباراة أخرى يظهر الحكم وكأنه نسي البطاقات..

فتطبيق هذه العقوبات المضاعفة يتطلب وجود تحكيم قوي ومتمكن ومتوازن وهذا غير موجود..

ثم السؤال هل هذه الطريقة في العقوبة تطبق في دول متقدمة كروية؟!..

واقتراحي هو مكافحة (تراكم البطاقات) بغرامات مالية يتحملها اللاعب أو ناديه..

ضربات حرة

* إذا تحول اعتزال التمياط من مباراة بين الانتر والهلال.. إلى لقاء بين الانتر و(أصدقاء نواف) فسيفقد المهرجان وهجه وحماسه وسيؤثر كثيرا حتى على الحضور الجماهيري..

* رغم الفوز لم يقدم الشباب مستواه المعهود أمام الاتحاد وغابت كرته الديناميكية السريعة ولم يظهر إلا الدفاع..

وأعتقد سبب هذا غياب أحمد عطيف والذي أراه ضابط الإيقاع ورمانة الفريق وأهم لاعب بالشباب حاليا..

* جيريتس حضر مباراة الشباب والاتحاد واعتقد أن الشباب قد يفاجئه بمستوى مختلف عما شاهده خصوصا مع عودة عطيف وشهيل وفلافيو..

* أدلى الأستاذ خالد البلطان بتصريح ساخن..

أكد فيه اندثار مقولة الأربعة الكبار..

وتحولها إلى ثلاثة كبار هلال شباب اتحاد!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد