في جو من السكينة والطمأنينة يتكامل توافد حجاج بيت الله الحرام على صعيد مشعر منى إيذانا ببدء مناسك الحج واستعدادا لأداء الركن الأعظم من أركانه وهو الوقوف بعرفة غدا بمشيئة الله.
والحكم الربانية من فريضة الحج يمكن أن يتلمسها المتابع لمسيرة المناسك لحظة بلحظة فمن الحث على التقوى إلى الاستعانة بالله والتوكل عليه مروراً بقيم العدل والمساواة والإخاء.
إن توفر بيئة متكاملة الخدمات كالتي سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لتهيئتها وتيسيرها بمنطقة المشاعر المقدسة ساعد حجاج بيت الله على أن يتفرغوا لعبادتهم ويستشعروا عظمة نسكهم حيث تستنفر جميع الأجهزة الحكومية طاقاتها وإمكانياتها المادية والبشرية في سبيل التيسير على الحجاج وتسهيل أدائهم للمناسك بيسر وسهولة. وقد كان الحجاج قديماً في مثل هذا اليوم (اليوم الثامن من شهر ذي الحجة) يقومون بنقل المياه من الآبار استعدادا لأداء النسك لذا سُمي هذا اليوم بيوم التروية.
والمتأمل في تفاصيل أداء الحج في الماضي يدرك عظم الجهود التي بذلتها المملكة في سبيل خدمة حجاج بيت الله.
هاهي رحلة العمر كما يصفها الجميع قد بدأت، نسأل الله أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يغفر ذنبهم وأن يعيدهم إلى أهلهم سالمين، وأن يوفق حكومتنا الرشيدة ويجزيها خير الجزاء على ما تقدمه لضيوف الرحمن.
