جدة - الجزيرة
ألقت حرم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ الدكتورة فادية البيطار محاضرة في قسم العلوم السياسية في جامعة السربون حول رؤية المملكة للحوار بين الشعوب مع المحافظة واحترام هويات وخصوصيات كل مجتمع، وذلك بحضور طلبة القسم من فرنسيين وأجانب إضافة إلى طلاب أمريكيين يمثلون برامج تبادل علمي بين جامعات أمريكية وجامعة السربون، وعدد من أساتذة القسم. وقد ركزت الدكتورة البيطار في محاضرتها على أن العلاقة بين المجتمعات يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم والذي يتم تحقيقه عن طريق معرفة خاصية كل مجتمع ثم التعامل معها باحترام وتقدير.
وشددت على أن الحوار والوعي الفكري يمكن أن يوفر أرضية صلبة وخصبة للتقارب بين الشعوب ولتحقيق المشاركة الفعالة على المستوى الثقافي والعلمي. وأشارت إلى أن المملكة أعطت أهمية كبيرة لدعم وتكثيف التواصل الفكري بين الشعوب عن طريق ابتعاث الطلبة إلى الخارج وحثهم على معرفة ثقافات أخرى، بالرغم من أن الطلبة السعوديين قادرون على الحصول على أفضل المستويات العلمية داخل المملكة بفضل وجود جامعات سعودية على مستوى عال.
وأكدت البيطار على أن ابتعاث الطلبة السعوديين إلى الخارج يهدف بجانب التحصيل العلمي إلى اكتشاف الثقافات الأخرى والانفتاح عليها ونقل الثقافة العربية الإسلامية المتسامحة للآخر إضافة إلى اكتساب المعارف والخبرات المتنوعة.
وأكدت أن تلبية قادة العالم لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لحضور افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا تعد دلالة واضحة على أن المشاركات العلمية والثقافية يمكن أن تجمع العالم بنفس أهمية السياسة والاقتصاد.
وقالت إن الجامعة فتحت أبوابها للطلبة الأجانب المميزين لمشاركة زملائهم السعوديين في التحصيل العلمي في هذا الصرح الشامخ، مما يساعدهم على التعرف عن قرب على المجتمع السعودي وثقافته العربية الإسلامية.
واستشهدت الدكتورة البيطار بمقتطفات متفرقة من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في حفل افتتاح الجامعة التي نوه فيها - حفظه الله - على أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع هي الخط الأول للدفاع ضد المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية ويخشون الحوار.
وأشارت إلى أن عقلية خادم الحرمين الحكيمة المتسامحة هي بالأساس من دعا المجتمع الدولي للحوار بين أتباع الأديان المختلفة والحضارات، مؤكدة على أن محرك الحوار الحقيقي هو التقارب، والتفاهم والاحترام بين المجتمعات ومراعاة خصوصيات كل مجتمع.
وفي ختام المحاضرة أجابت حرم السفير على عدد من الأسئلة المتعلقة في مجملها بالمجتمع السعودي وعاداته وثقافته وكيفية تقبله للشعوب والحضارات الأخرى. يذكر أن سفارة خادم الحرمين في باريس وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي تقوم بالإعداد للمنتدى السعودي الفرنسي والذي انبثق من مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار ويجري الإعداد لإقامته العام المقبل في فرنسا.