الجزيرة - سعود الشيباني - تصوير - فتحي كالي
قبل استشهاده بثوان ضرب العريف ماجد بن حايف بن عايد الشمري مثالا يحتذى به عندما قام بنقل زميله فيصل الخيبري المصاب في المعركة التي وقعت بين القوات السعودية وعدد من المتسللين في جبل الدخان جنوب المملكة.
وكان الشهيدان قبيل فجر يوم السبت الماضي وعدد من رجال الأمن السعودي ينفذون عملية تمشيط وتصدي لبعض عناصر الحوثيين في جبل دخان وقد بذلا جهودا جبارة في التصدي للمتسللين وقد أصيب في البداية فيصل الخيبري وقام زميله الشمري بنقله وقد تعرض لإطلاق نار استشهد على الفور في ميدان الشرف.
وقد أديت الصلاة على الشهيد العريف ماجد بن حايف بن عايد الشمري ظهر أمس بجامع الراجحي وقد ووري جثمانه الثرى بمقبرة النسيم بحضور عدد من القيادات الأمنية يتقدمهم الفريق فهد بن عبدالله آل سعود قائد القوات البحرية.
وتحدث لـ(الجزيرة) والد الشهيد قائلا: أحمد الله عزَّ وجل على قدره مؤكداً أن الشهيد كان من خيرة أبنائي خلقا ويحظى باحترام الجميع وكان الشهيد الذي أمضى ست سنوات في خدمة الوطن بالقوات الخاصة كنت انوي زواجه بعيد الانتهاء من الحرب الدائرة بالجنوب ولكن شاءت الأقدار أن يكتبه الله من الشهداء دفاعا عن الوطن والمواطنين.
وقال الشمري: تلقيت اتصالا من أحد الضباط وزملائه يؤكدون استشهاده وحمدت الله على ذلك.
وتحدث شقيق الشهيد عادل قائلا: نحمد الله على ان شقيقي ماجد نال الشهادة كما أنه رحمه الله قد سبق له أكثر من مرة قطع اجازته ومباشرة العمل لظروف أمنية تستدعي تواجده بين زملائه بميدان الشرف.
وأضاف ان لحظة اندلاع الحرب بين القوات السعودية والمتسللين كان ماجد يتمتع بإجازة سنوية لمدة شهرين وقد اضطر لقطع الإجازة ومباشرة العمل وكان يتمنى الشهادة وبالفعل نالها بفخر واعتزاز.
وتحدث أيضا الملازم أول سالم الشمري شقيق الشهيد ماجد بقوله: كنت أعتبره أعز وأفضل صديق واجهته طوال حياتي فكان يتمتع بالشجاعة واحترام الجميع والكل يشهد له بذلك.
مضيفاً بأن الشهيد كان يعاني من ظروف مادية لاقتراضه من أحد البنوك ولم يسمح لوالدي أو أحد أشقائه بمساعدته مالياً مشيراً إلى أن الشهيد معروف عنه قلة الحديث ومستمع جيداً للكبير والصغير محبوب من البعيد قبل القريب.
وأعرب لـ(الجزيرة) أعمام الشهيد نايف وعلي وعلوان بقولهم: نحمد الله على قضائه وقدره وندعو للشهداء بالرحمة والمغفرة وليس غريباً الاستشهاد دفاعاً عن الوطن مؤكدين أن الجميع سوف يلبون النداء لخادم الحرمين الشريفين إذا ما دعت الحاجة لذلك، مشيرين إلى أن الشهيد من خيرة أبناء القبيلة ومعروف عنه دماثة الخلق.
وتحدث أيضاً الشاعر فهد عافت بقوله: المؤمن دائماً مبتلى والحرب لها رجال يديرونها ونحن واثقون بقوة دولتنا ورجال أمننا الأوفياء مشيراً إلى أن الشهيد رفع رأس والده وعشيرته وليس مستغرباً أن يكون هناك شهداء للوطن فالشهادة مطلب للجميع والكل يحرص عليها وماجد نالها ونحمد الله على قضائه وقدره.
كما تحدث جار الشهيد ناصر الشراري قائلاً: عشت اربع سنوات جاراً للشهيد ولم أر منه الا كل خير واحترام للجميع فهو دائماً يعطف على الصغير ويحترم الكبير ويحظى رحمه الله بتقدير من الجميع.
وقال الشراري إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تهتم بالشهداء حيث أصدر الملك أمد الله في عمره أمره الكريم قبل أسبوع بصرف مليون ريال لكل شهيد لتسديد الديون وكذلك ترقيته للرتبة التي تلي رتبته وتعيين اشقاء او ابناء الشهداء مكان الشهيد.