Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/11/2009 G Issue 13572
الاربعاء 08 ذو الحجة 1430   العدد  13572
خدمة ضيوف الرحمن.. عبقرية الفكر ومنهجية التوجه
الأمير مساعد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن جلوي

 

لا يحتاج المرء إلى مرصد أبو بوصلة سحرية ليدرك من خلاله مدى التغيير والتطور الذي شهده الحرمان الشريفان خلال فترة زمنية وجيزة، وكذلك المشاعر المقدسة.. ولم يكن ذلك ليحدث لولا الجهود المخلصة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الأماكن المقدسة، والاهتمام الذي توليه لضيوف الله الذين يفدون من كل فج عميق قاصدين البيت العتيق.

وليس أثمن ولا أغلى عند الله من إكرام ضيوفه، وتوفير الراحة لهم، وليس أفضل ولا أهم عند هؤلاء الضيوف -بعد رضا الله والتقرب إليه عز وجل- من أن يجدوا السعة في المسكن والمأكل والمشرب والطمأنينة في التحرك والسير والاستقرار والراحة النفسية، ويجدون كل ما يحتاجونه وهم يؤدون مناسكهم ويعظمون الله تبارك وتعالى في مسعاهم.

من هذا المنطلق، وبهذا المفهوم، حرصت حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، على كسب الحسنيين، رضا الله من خلال خدمة بيته الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن خلال خدمة ضيوفه وإكرامهم، وكسب رضا الحجاج بتلمس احتياجاتهم والتوسعة عليهم والفوز بدعواتهم أثناء حجهم وعمرتهم وبعد العودة إلى ديارهم، وذلك من خلال بذل كل ما يوفر لهم سبل الراحة ليؤدوا مناسكهم بخشوع واطمئنان.

هذه الجهود، وهذا الاهتمام، وهذه الخصلة الطيبة، بل هذه النعمة العظيمة ليست بجديدة على دولتنا الراشدة، بل هي منهج التزمته المملكة العربية السعودية منذ أيام المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- رغم الإمكانيات المحدودة - آنذاك- واستمرت في عهد أبنائه الملوك: سعود وفصل وخالد وفهد -يرحمهم الله- ، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أخذت العناية بالحرمين وخدمة ضيوف الرحمن منحى جديداً، وتواكب ذلك مع التفاتة جادة لكافة مناحي الحياة، شملت التعليم، والصحة، والأمن، والطرق، والتقنية، والبيئة، ومنهجية الحوار، ووحدة الأمة، وبناء الإنسان السعودي، وفي ظل هذه النهضة المتكاملة حظي الحرمان الشريفان بتوسعة كبيرة حجماً ونوعاً بالإضافة إلى توسعة المسعى التاريخية، وإنجاز جسر الجمرات، فضلاً عن قطار الحرمين، وتليفريك المشاعر الطائف وغير ذلك من وسائل النقل الحديثة، والمشروعات الأخرى.

خدمة ضيوف الرحمن، لا تقتصر على ما ذكرناه من خدمات توفرها الدولة وتسهم في إنجاح الحج وسلامة الحجاج وراحتهم، بل تشمل الخطط الأمنية الخدمية التنظيمية والوقائية، التي توضع لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والتي يضعها مهندس الأمن الوطني، ورجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية، وهي خطط دقيقة متطورة مواكبة، ويشرف على تطبيقها صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، حيث دأبت المملكة العربية السعودية بقيادة المليك على وضع خدمة ضيوف الرحمن بمنزلة الحدث التاريخي البارز في حياتنا، فوفرت كل الإمكانيات وجندت كافة الطاقات سعياً لضمان تأدية المسلم هذه الشعائر بسهولة ويسر.

الأمر ليس مجرد عمل يتكرر، ونشاط يعاد كل سنة، ولكن مستوى الخدمة بات يتصاعد عاماً بعد آخر، وكذلك دقة التنظيم وسلامة الحجيج رغم تزايد أعداد الحجاج، وهذا توفيق من الله تعالى، للجهود المخلصة المباركة، وهذا شرف عظيم، ومسؤولية كبيرة، كما أن هذه الجهود محل تقدير كل الأمة الإسلامية.

حكومتنا بقيادة المليك وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، توصي دائماً، وتتابع وتحث على تجويد خدمة الحجاج عاماً بعد عام، يدفعها إلى ذلك الإحساس بالمسؤولية، كما أن الجانب الأمني صار يأخذ خلال السنوات الأخيرة جهداً أكبر وتطويراً ملموساً، حيث إن تجمُّع الآلاف يشكل هاجساً لبعض الدول ناهيك عن ملايين القادمين من عشرات الدول، تستطيع المملكة -بفضل الله ومنه كرمه- أن توفر لهم أجواء الطمأنينة والسكينة لأداء نسكهم بكل راحة وهدوء وأمن وخشوع، فكيف لا يعد ذلك إنجازاً، وهو نتاج طبيعي للجهود المخلصة، وتكاتف جهود مختلف الأجهزة والمصالح الحكومية ذات الصلة، فضلاً عن جهود الإعلام سواء كانت التوعوية أو الإعلامية والتي تصب جميعاً في خدمة ضيوف الرحمن، وضمان نجاح موسم الحج.

إن العبقرية التي تفتقت عنها تلك الخطط، هي ذات التوليفة التي كرست وحدة البلاد والعباد قبل أكثر من مائة سنة، وهي لا تعيد نفسها، ولا تستنسخ ذاتها، لكنها تعطي دلالات على منهجية الحكم القائم على شرع الله، والذي يستند إلى مبادئ وقيم وثوابت لا تتغير، بل تتطور وتواكب وتستفيد من كل ما هو جديد ومفيد، لكنها عن الحق والمنهج العدل لا تحيد. أدام الله على بلاد الحرمين الشريفين نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحفظ شعبنا وأرضنا من كل سوء إنه سميع قريب مجيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد