Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/11/2009 G Issue 13572
الاربعاء 08 ذو الحجة 1430   العدد  13572
ولا سياحة محلية لمتوسطي الدخل..
د. عقيل محمد العقيل

 

يتساءل الأقارب والأصدقاء قبل كل إجازة كما هو حالنا اليوم قبل إجازة العيد أين تقضون الإجازة، وكلنا ينشد السياحة في إجازة العيد للخروج من الروتين من ناحية وللتعرف على الجديد والاستمتاع به من ناحية أخرى، ولا شك أن كل رب أسرة يود أن يسعد أفراد أسرته برحلة سعيدة تعيد لهم النشاط لما بعد الإجازة، وبلادنا ولله الحمد والمنة شاسعة واسعة ذات مناخات وتضاريس جغرافية متعددة ويرغب أهالي كل منطقة أن يسيحوا في مناطق المملكة الأخرى. (مرحباً ألف الشقة بألف) عبارة باتت دارجة بين الأصدقاء تعبيراً عن عدم توفر مستويات متعددة من البدائل السكنية للسائح وعدم توفر مستويات متعددة من البدائل الترفيهية فالأسعار عالية جداً ولا سياحة لمتوسطي الدخل ومن دونهم فالشقق ترتفع إيجاراتها من 250 ريالاً يوميا إلى 700 -1000 ريال يومياً في الشرقية والغربية في الإجازات أما الوسائل الترفيهية فمن واقع عشته سعر إيجار الجت سكي 700 ريال للساعة أما المطاعم فحدث ولا حرج، وأتحدث هنا عن الشقق لأن الفنادق غالية من الأساس ولا يمكن لمتوسطي الدخل ومن دونهم أن يجدوا سكناً مناسباً سعرياً فيها. في بلادي مستوى سياحي عال ثم أعلى فأعلى ما يجعل الميسورين قادرين على السياحة الداخلية أما من هم دونهم فلا سبيل أمامهم سوى الارتحال إلى قراهم والسكن مع أحد الأقارب وهو وضع غير صحيح ويجب معالجته من خلال الهيئة العليا للسياحة التي يجب أن تضع إستراتيجية لتوفير كافة مستويات البدائل السياحية لكي يستطيع الجميع السياحة في بلادنا وإن كانت دخولهم متواضعة وهذا هو الوضع في الدول المتقدمة والعجيب أننا نجد عروضاً سياحية خيالية في المواسم بخلاف ما نحن عليه حيث ما أن تعلن الإجازة حتى تتضاعف الإيجارات وترتفع أسعار الخدمات بشكل فلكي دون حسيب أو رقيب.

الوضع في بلادنا يدفع الكثير من أبناء الطبقة المتوسطة للسفر خارج البلاد للسياحة وهو أمر غير مرفوض ولكن ما هو مرفوض أن الكثير منهم يرغب بالسياحة الداخلية، نعم يريد الكثير أن يقضي أياما جميلة في تبوك ومثلها في الطائف أو الخبر أو أبها وجدة وغيرها، وكلنا يعرف أن بلادنا ثرية سياحيا بكل ما تعنيه الكلمة من معان، وعلينا أن نمكن الغالبية العظمي من الطبقة المتوسطة وما دونها من التمتع بالسياحة في بلادنا. كيف يمكن للهيئة العليا للسياحة أن تقوم بهذا؟ كلي ثقة بهيئة السياحة أن تجد حلاً بالتعاون مع القطاع الخاص وإمارات المناطق وأماناتها ويمكن أن نستفيد من تجارب الدول الغربية في هذا المجال، وللمعلومية فإن الكثير من الأصدقاء يذهبون إلى الأردن بالسيارة وهناك ينضمون إلى رحلات سياحية بالباصات بأسعار متناولة جداً إلى سورية وتركيا شاملة السكن والتنقل والفطور، وهو ما يؤكد أن الحلول ممكنة ومتوفرة، وما علينا سوى الاسترشاد بالتجارب العالمية والإقليمية وتكييفها لبيئتنا المحلية، والله الموفق.

****



alakil@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد