Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/11/2009 G Issue 13571
الثلاثاء 07 ذو الحجة 1430   العدد  13571

بيت القصيد
على خشمي
تركي المريخي

 

مدخل..

قوم هم الأنف والأذناب غيرهمُ

ومن يسوِّي بأنف الناقةِ الذنبا

هذا البيت من قصيدة مشهورة للحطيئة إن لم أكن مخطئا ومناسبتها كما يقال إن قوم كان اسم قبيلتهم (أنف الناقه) وكانت العرب تستهزئ بهم ويسخرون منهم فإذا سئل أحدهم من أي قبيلة أنت أجاب وهو مطأطئ رأسه: من بني أنف الناقة. فيضحك القوم عليه ويلاقي من السخرية الكثير وظلوا هكذا حتى جاء الحطيئة ومدحهم فأصبحوا يفتخرون ويقولون بالفم المليان نحن من بني أنف الناقة.

أيضاً من أقوال العرب التي تدور حول محور الأنف فهناك من يقول: (رغما عن أنفك) عند التحدي، وكقول: (لن أمرغ أنفي في الوحل) بمعنى الكبرياء والكرامة وأيضاًَ (مرّغ أنفه في التراب) عند الهزيمة أو (لم يحشر أنفه في الموضوع) بمعنى قوة التدخل في الأمور التي لا تعنيه أي بمعنى اللقافة. أما بالعامية فهناك من يقول (على خشمي) بمعنى آمر تدلل اطلب أي خدمة أو (حبة على خشمك) للترضية في حال الاعتذار وفي أحيان كثيرة تكون حبة الخشم للسلام خصوصاً من أبناء منطقة الخليج ويعتبرون السلام بالخشم هو تعبير صادق عن مدى التقدير والاحترام للكبير في السن أو المكانة والبعض الآخر يرى بأنه أصبح عادة من العادات الحسنة التي تمثل موطن (العزة والرفعة والأنفة) عند الإنسان العربي بشكل عام.

السؤال الذي يطرح نفسه:

هل فعلاً لا زال هناك قيمة لكلمة (ابشر على خشمي) كون مصدرها بالفصحى أنف المشتقة من الأنفة والكبرياء والوفاء.

tkmkfn@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد