حقيقة لا أعرف كيف (طارت) الخراف بل صار لها أجنحة و(حلقت) عالياً بأسعارها إلى كبد السماء في صفاة الغنم هذه الأيام مما نسف المقولة الشعبية العتيدة (عنز ولو طارت) وذلك لأن العنز وشقيقها الخروف قد طارتا فعلاً. و(طيرا) عقل المواطن معهما أيضاً وإلا من يقل لي (رحم الله والديه) كيف أصبح سعر الخروف النجدي 2400 ريال وأخيه الخروف النعيمي المحلي 1850 ريالا باعتبار أن هذين الصنفين من الأغنام هما المفضلان لدى مواطني المملكة سواء (للعزايم) أو للأضاحي أي أن سعر الخروف قد تعدى سعر (الحاشي) لا والله القعود أيضاً. أما التبرير اللا منطقي حقاً لهذا الارتفاع فيُعزى إلى قلة المعروض في السوق واحتكار الكميات الكبرى في الزرائب الخاصة بتجار الماشية حتى اقتراب عيد النحر ليغمروا بها الأسواق ويفرضوا السعر الذي يريدون متجاهلين تماماً - من خلال - جشعهم اللا معقول - أن الأضحية - هي من سنن الله على عباده من إخوانهم المسلمين - هذا إذا كانوا يمتثلون بأخلاق الإسلام العظيم من حيث التضامن والتآزر والإيثار ولكن يبدو أن ذلك لا يعنيهم سامحهم الله - على الاطلاق تماماً كما أنه لا يعنيهم وضع إخوانهم الفقراء من المسلمين الذين سيحرمون من أجر هذا (الفداء) الجليل. كما أنه ثمة لوم شديد يقع على المواطن الذي يصر على أن تكون أضحيته من الخروف النجدي أو النعيمي حتى لو لم يكن يملك علف ذلك الخروف، لذا يصدّ سامحه الله عن أنواع الخراف الأخرى ك(السواكني) أو (البربري) وغير ذلك من أنعام الله الحلال، فلو أن المواطن يملك الثقافة الاستهلاكية والحس التضامني وقاطع تلك الأنواع المرتفعة السعر من الخراف ل(تعفنت) في (جواخيرها) ومرابطها ليضطر محتكروها إلى تخفيض أسعارها بشكل معقول وذلك لأن الاحتكار مسلك تجاري لا يرتضيه ديننا الحنيف وخصوصاً في هذه المناسبة المباركة أي عيد الأضحى المبارك على وجه التحديد. ومن هنا فإنه يتوجب على كل تاجر أغنام أن (يضحي) بالقليل القليل من الربح ليسعد أخاه المواطن بعيد الضحية إلا إذا كان يريد أن يكون أخوه هو (الضحية) فذلك أمر آخر (!!)