Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/11/2009 G Issue 13571
الثلاثاء 07 ذو الحجة 1430   العدد  13571
تكريم فلاح تركي أمضى 43 عاماً لجمع تكاليف الحج

 

مكة المكرمة - فهد العويضي - تصوير- سليمان وهيب

قبل أكثر من ثلاثة وأربعين عاماً بدأ أحمد أريك الفلاح البسيط بمدينة كوتاهيا التركية في جمع تكاليف الحج دون أن يسعى للتفكير في جمع تكاليف الزواج، فقد كان هدفه الأول أن يتمكن من أداء فريضة الحج بعد أن سمع الكثير عن فضائل الحج وثوابه.

غير أن والده - رحمه الله - أوصاه باثنتين لا ثالث لهما أولاً البحث عن زوجة لبناء أسرة ومن ثم الذهاب لأداء فريضة الحج بعد أن وجد في ابنه الإصرار على أداء الفرائض من صلاة وصوم.

ورغم مغريات الحياة في تركيا إلا أن أحمد أريك الشاب ذا السبعة عشر عاماً أصر على أن يكون برنامجه اليومي منحصراً في عمله بالمزرعة دون التفكير في الذهاب إلى المدن حتى للتنزه كأقرانه من الشباب.

وعاماً بعد عام ارتفعت حصيلته المالية الموزعة بين صندوقين أحدهما للزواج والآخر للحج فتزوج ورزقه الله الأبناء الذين كبروا عاماً بعد عام وتزوجوا فتحول الشاب الى رجل ثم شيخ.

لكن تحوله السني لم يعفه من الإصرار على جمع تكاليف الحج حتى وجد نفسه قادراً على أداء الفريضة بصحبة زوجته التي شاركته الحياة. فأدخل اسمه ضمن أسماء الراغبين في أداء فريضة الحج قبل نحو ثلاث سنوات، لكن الحظ لم يحالفه حينها إذ غاب اسمه عن القرعة فتوجه داعياً ربه أن يرزقه بنعمة الحج بعد أن رزقه الأبناء والأحفاد.

وشاءت إرادة الله أن يتمكن أحمد أريك من أداء فريضة الحج هذا العام ضمن حجاج قافلة أنقرة (18) ليصل الى مكة المكرمة بعد زيارته للمدينة المنورة.وأمام ذلك الإصرار وتلك العزيمة لأداء فريضة الحج أقامت مجموعة الخدمات الميدانية رقم (1) لحجاج تركيا بالتعاون مع قطاع شؤون حجاج تركيا بمؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا مساء أمس الأول حفلاً تكريمياً للحاج أحمد أريك قدم خلاله عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا رئيس قطاع شئون حجاج تركيا الدكتور رضا بن رشاد عجيمي هدية تذكارية للحاج أحمد، كما قدم رئيس مجموعة الخدمات الميدانية رقم (1) لحجاج تركيا المطوف أحمد صالح حلبي هدية مماثلة.

وأوضح الدكتور رضا عجيمي أن أعمال المطوفين لا تنحصر في عمليات استقبال الحجاج والإشراف على إسكانهم ومتابعة الخدمات المقدمة لهم فهناك خدمات إنسانية أخرى يقدمونها وما رأيناه اليوم يُعدّ واحدة من هذه اللمسات الإنسانية التي ينبغي أن تقدم للحجاج، معتبراً أن إصرار الحاج أحمد أريك على أداء فريضة الحج منذ شبابه يؤكد على قوة إيمانه بالله سبحانه وتعالى.ومن جانبه أوضح رئيس مجموعة الخدمات الميدانية رقم (1) المطوف أحمد صالح حلبي أن قصة الحاج أحمد أريك مثال لقصص كثيرة تروي شوق المسلمين لأداء فريضة الحج، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع أداء فريضتهم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد