Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/11/2009 G Issue 13571
الثلاثاء 07 ذو الحجة 1430   العدد  13571
الحقيقة شمس
فوتوغرافيا الجيش السعودي
رجاء العتيبي

 

النجاحات التي حققها الجيش السعودي في الحد الجنوبي تبعث على الفخر والاطمئنان والثقة, وتؤكد أن السعودية لديها من القوة العسكرية ما يكفيها للحفاظ على أمنها وأراضيها, وأن المواطنين في أيام الملمات يكونون صفا واحدا تتحد فيه دقات القلوب وتتوحد حوله الجهود, ويصبح الشعب السعودي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

هذه القوة العسكرية المنظمة والتحركات الذكية في مسرح العمليات والشجاعة التي يتميز بها الجندي السعودي, تحتاج إلى (لغة بصرية) تعكس جوهرها الحقيقي, وتعطي البعد الصحيح لفكر عسكري حديث لا يتثاءب, من هذا المنطلق, وإيمانا بأهمية (الصورة) وتأثيرها الإعلامي, فإنه من الضروري التدقيق في الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية التي تعرض لوسائل الإعلام, بحيث تعكس قوة وتنامي الجيش السعودي وأسلوب تحركاته الذكية على أرض المعركة على مستوى اللباس المنظم والأدوات الحديثة المستخدمة والتكوينات المنسقة في إطار الصورة, وتجنب أي صورة لا تعطي هذه المعاني, مثل الصور التي تؤخذ للجنود وهم في حالة الاسترخاء, أو الصور التي تؤخذ أثناء عمليات الإعداد في المدن... إلخ.

إن الاهتمام (بالصورة) لا يقل أهمية عن التقارير العسكرية المكتوبة التي يصدرها الجيش بصورة دورية, ذلك أن الصورة لها تأثير بالغ على المتلقي إذا ما عرفنا أننا في زمن يعلي من شأن الصورة ويستجيب لها بصورة أكبر وتتغير من خلالها اتجاهاته. ويصفها المهتمون بهذا الجانب بأنها المكون الأخطر في القرن الحادي والعشرين.

وإذا كان الأمر بهذه الأهمية, فما الذي يمنع المتخصصين في الإعلام والنشر في الجيش السعودي من جمع الصور (الفوتوغرافية والمرئية) التي نشرتها وسائل الإعلام مؤخرا المحلية والعالمية (ودراستها علميا) على أيدي متخصصين في المجالات الآتية: فن التصوير, البعد الثقافي للصورة, جماليات الصورة, أثر الصورة على المتلقي لتفادي (أخطاء الصورة) وتعزيز قدرات الجيش السعودي في نظر الأعداء, وإرهابهم بصريا, وهذا يدخل في قوله تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} الأنفال -60 .

ففي هذا الزمن لا مجال للاجتهادات والتلقائية وتحديدا في شأن أمني حساس, فلا يسطح فلاش كاميرا إلا على (تكوين) عسكري منظم يعكس البعد الحقيقي لقوة ضاربة ترعب الأعداء على مسافة شهر.



NLP1975@Gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد