Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/11/2009 G Issue 13571
الثلاثاء 07 ذو الحجة 1430   العدد  13571
ممر
(جهيمان) بعد ثلاثة عقود!
ناصر صالح الصرامي

 

تمر هذا الأسبوع الذكرى الثلاثين لعملية حصار الحرم المكي التي استولى فيها متطرفون مسلحون بقيادة جهيمان العتيبي على قبلة المسلمين لأسبوعين في عام 1979م، حادثة ينظر إليها الباحثون باعتبارها بداية لعمل الجماعات المسلحة الإسلامية الدولية، حيث ضمت عناصر الجماعة الإسلامية في مصر وباكستان والسودان ولبنان وشخصين أمريكيين.

ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والمحللون السعوديون يعودون إلى هذه الحادثة باعتبارها نقطة تحول، خصوصا في أعقاب ما تلاها، مثل ما يسمى بمرحلة الصحوة، والجهاد الأفغاني، وكلها تبنت أفكار جهيمان، دعت إليها وضختها بأشكال مختلفة في التعليم والإعلام والنشاطات الاجتماعية لتقود لاحقاً إلى ظهور القاعدة وحربها على البلاد. برنامج (صناعة الموت) على شاشة قناة العربية، قدم حلقة خاصة حضيت بمتابعة واسعة، باعتبار أن تلك الحادثة الشهيرة ظلت في مساحة أقرب إلى التحريم في العرف الشفهي للصحافة المحلية، إذ لا يأتي على ذكرها كثير. الزميل الصحفي وأحد الأتباع الذين كان مقرب من جهيمان، وقد كان في الثالثة والعشرين من العمر حينها، الأستاذ ناصر الحزيمي قدم تفاصيل مهمة عن الجماعة و الطريقة التي كانوا يدخلون بها إلى قلوب الشباب ويجندونهم ضمن (الإخوان).

وهي تفاصيل تتشابه كثيراً مع آليات عمل القاعدة ،أو الجماعات الدينية المسلحة.

ويقول الحزيمي- إن أسامة بن لادن لم يرتبط بالجماعة بشكل مباشر، ولكنه يعرف أنه اطلع على أفكارها من خلال بعض الأعضاء الذين كانوا يقيمون معه في مدينة جدة.

وهنا يسجل للتشابه سلوك القاعدة مع جماعة جهيمان في التطرف الديني والاجتراء على حمل السلاح وسفك الدماء ، وكذلك طريقة تجنيد الشباب والتأثير فيهم بقيم دينية سلفية تدعي المثالية، وتلزم الاتباع بمبادئ السمع والطاعة والخضوع التام للنص وعدم استخدام العقل.

ويبدي الحزيمي أسفه لأنه اكتفى برفض الاشتراك في تنفيذ العملية وانسحب مع بضع عشرات آخرين من الجماعة، دون التبليغ عنها.

أحد الصحفيين العرب همس لي بعد أن تابع الحلقة وحديث الزميل الحزيمي الذي قضى سبع سنوات في السجن بعد ذلك-، لو كان هذا الشخص في أي بلد عربي آخر، لكان الآن خارج الوجود كليا، بعد أن تسلخه الأجهزة الأمنية.

قلت له: لاتنسَ عناصر القاعدة المحتجزين، والذين تنتظرهم محاكمات على الرغم من القتل والعنف الذي أحدثوه؟، في السعودية هناك أشياء إنسانية وحضارية تحدث، لكننا كسعودين -مثل إعلامنا المحلي -سيئون في الترويج لها!

إلى لقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد