Al Jazirah NewsPaper Monday  23/11/2009 G Issue 13570
الأثنين 06 ذو الحجة 1430   العدد  13570
من القلب
مصر والجزائر والسودان (حتة) واحدة!!
صالح رضا

 

صديق سوداني متابع لكرة القدم بشكل منقطع النظير.. هذا الرجل الطيب يحمل همّ العالم العربي من أقصاه لأقصاه على رأسه.. وكأنه مسئول عن مصائبه التي تتتابع في متتاليات لا نُحسد عليها.. فقبل مباراة الجزائر ومصر بالسودان.. وهي (المعركة) الفاصلة التي كسبها محاربو الصحراء.. كان يقول: مصر والجزائر والسودان (حتة) واحدة.. والسودان يرحب بالأشقاء.

** صديقنا السوداني الطيب هذا ومن (زود الطيبة) سافر للسودان ليبارك بحضوره لقاء الأشقاء العرب على أرض السودان ولحضور الحدث الذي لن يتكرر على أرض الأشقاء السودانيين مرة أخرى.

** من بيروت ولأستوضح الأمور.. هاتفت صديقنا الطيب هذا وهو ما زال في السودان متسائلاً عن الأحداث التي حصلت عقب انتهاء المباراة وقلت له: الحمد لله على السلامة!!

قال: أي سلامة.. هذه لم تعد مباراة كرة قدم.. هذه (كورة كعب)!!

قلت: منذ أيام وأنت تقول مصر والجزائر والسودان (حتة) واحدة!! فما الذي حصل؟!

قال بصوت أجش: بلا (حتة وحدة) بلا كلام (فاضي).. مصر والجزائر والسودان مليون (حتة)!!

ضحكت من أعماق قلبي وقلت: ماذا حصل بالضبط عقب انتهاء المباراة؟!! والذي (خلاك) تغير كلامك إلى مئة وثمانين (حتة)!!

قال: بعد المباراة خرج الجمهور المصري بهدوء.. وبقي الجمهور الجزائري يحتفل مع لاعبي الجزائر في الملعب.. لذلك لم تقع أي أحداث بعد المباراة مباشرة!!

قلت: أنت قبل قليل تقول أصبحوا مليون (حتة) فكيف تستقيم الأمور؟!!

قال: أنا أقصد الجو العام قبل المباراة وما صاحبها في القاهرة من اعتداء على الحافلة الجزائرية.. إنما أثناء المباراة في السودان وعقبها مباشرة لم يحصل شيء اللهم غير هنات هنا أو هناك.. والأمر لا يخلو كأي مباراة مصيرية بين فريقين متنافسين فما بالك بمنتخبين متنافسين.

** هذا ولم نكن نتمنى أن تنحى الأمور بين البلدين الشقيقين إلى هذا الخط التصادمي الذي لا يخدم أحداً على الإطلاق.. فقد أراد الأشقاء المصريون وإعلامهم (تركيع) الجانب الجزائري.. ولكنهم اصطدموا بصلابة الجزائريين الذين قالوا لإخوتهم المصريين: إذا كنتم ريحاً.. فنحن إعصار لا يُبقي ولا يذر.

** مباراة العصر العربي.. أثبت فيها (مقاتلو الصحراء) أنهم الأكثر صبراً وجَلداً وإقداماً وبأساً.. وليس بمستغرب منهم تلك (القتالية) الكروية وهم من (دوّخ) الاستعمار بكل جبروته ورذائله.. نعم رذائله.. فقد كان يحاول ذلك الاستعمار - وفق نهج منظم - نشر الرذيلة في المجتمع الجزائري المحافظ.. ولكنه صدم بغيرة رجال قويي البأس.. ونساء لا يأكلن بأثدائهن.. وكان المليون ونصف المليون شهيد وشهيدة.. مهراً للاستقلال والكرامة والشرف.

** تلك المباراة التي حضرتها الآلاف المؤلفة من جمهور المنتخبين.. وأظهرت بعض نواحي (الوطنية) إلى السطح.. فقد حضر وفي - خطوة وطنية - فنانات وفنانون.. إذ كانوا في مقدمة الحاضرين.. تتزعمهم الفنانة التي تكفلت باستئجار (طائرة خاصة) لنقل وفد كبير لملعب المريخ.

** هذا وكان المفترض بعد المباراة أن يركن المصريون إلى الهدوء، فكل حملاتهم الإعلامية قبل وأثناء المباريات وتصعيدهم الإعلامي لم يفد مع مقاتلي الصحراء، بل ارتد السحر على الساحر.. فمن باب الروح الرياضية ولا أقول العربية.. كان حرياً بهم التعالي على الجراح.. والالتهاء بما هو مفيد للكرة المصرية بدلاً عن العنتريات التي تُعقّد أمورهم وتؤزمها.

** حتى الجزائريون اندهشوا من الموقف المصري.. فهم يقولون كان الأشقاء المصريون في منتهى الرقة وتقبلوا الهزيمة بعد المباراة في السودان بروح رياضية.. ولكنهم انقلبوا إلى أسود هصورة عندما وصلوا للقاهرة.. وألّفوا قصصاً من الخيال.. ولا قصص ألف ليلة وليلة.

** الإعلام المصري بعد المباراة حاول أن يجد (جنازة يلطم فيها).. فوجّه صراخه وعويله نحو السودان رئيساً وحكومة وشعباً.. ثم انتقل إلى الإخوة الجزائريين.. وعندما لم يجد ما يقوله.. أخذ في اختلاق القصص عن الجزائريين.. والذين تأهلوا بكل جدارة وشرف لمونديال جنوب أفريقيا تاركاً الحسرة لعمرو أديب وبقية الإعلام المصري للطم في جنازة المنتخب المصري..

وكل مونديال والجميع بألف خير.

نبضات!!

* نفى الأستاذ عبد العزيز العنقري رئيس النادي الأهلي أن تكون إدارته قد تقدمت باحتجاج على التصرفات النصراوية التي صحبت مباراة شباب الأهلي وشباب النصر.. ونقول للعزيز أبو محمد وهل تجرؤ على التعرض لفريق النصر؟! فهم مسيطرون سيطرة كاملة على ناديك وجزء كبير من صحافته؟!!.. هل تجرؤ يا أبا محمد على الاعتراض وناديك برمته يوجّهه ويسيّره ويتحكم في قراراته عنصر نصراوي واحد؟!!.. وهل ستضمن ولاء لاعبيك وهم عرضة للإغراء النصراوي المتواجد في الأهلي يعيث به كما يحلو له؟!! أرجو أن تكون شجاعاً.. وتضع النقاط فوق الحروف.. قبل أن نضعها نحن!!

* يوماً بعد يوم يتضح أن سبب عدم تأهل المنتخب السعودي لمونديال جنوب أفريقيا كان بسبب تهاون بعض اللاعبين أولاً وأخيراً.. فهم من خذلوا المنتخب.. وليتهم يتعلمون الوطنية من لاعبي المنتخبين الجزائري والمصري.. ولو كانوا مع أحد هذين المنتخبين لقدموهم للمحاكمة (العسكرية) بتهمة الخيانة الوطنية.. وهي الخيانة العظمى في حياة الشعوب.. ولي عودة موسعة لهذا الموضوع لأهميته بإذن الله!!

* وقع اللاعب محمد نور في (شر) مستواه المتهالك مع المنتخب الوطني وتمَّ استبعاده من قائمة أفضل لاعب آسيوي.. ومن قدَّم السبت لقي الأحد!!

* من الظلم الواضح الفاضح أن يُقام حفل اعتزال للاعب حمزة إدريس والذي انتقل من نادي أُحد قبل أن يُقام مهرجان يُكرم فيه ابن النادي الكبير الكابتن أحمد جميل.. وأتذكر بعد انتقال حمزة للاتحاد عندما قال رئيس النادي آنذاك طلعت لامي: (شكلهم غشونا فيه، والاتحاد أكبر من أن يلعب فيه لاعب مثل حمزة).. بينما ابن النادي الحقيقي الكابتن أحمد جميل.. لاعب أعتبره عن ألف لاعب.. لم يتوان يوماً في خدمة نادية أو منتخبه الوطني وبنفس القوة والرجولة والعطاء والتفاني.. لا يقام له مهرجان اعتزال.. فأحمد جميل في الاتحاد مثله مثل ماجد في النصر وسامي في الهلال.. وأرى أن الاتحاديين يعطون انطباعاً سيئاً عن ناديهم بتكريم حمزة وتجاهل تكريم اللاعب الأحق أحمد جميل!!

* معلق مباراة الأهلي والنصر على الرياضية السعودية - لا أعرف اسمه - أجبرنا على متابعة المباراة على نفس القناة.. بتعليقه الرائع والجميل.. وخلفيته الكروية الممتازة!!

* اللاعب حسام غالي يظهر أنه يعاني من خلل عصبي.. وإلا ما تفسير خنقه للاعب الشاب عبد الرحيم الجيزاوي وبطريقة تدل على حقد وحنق لا مبرر له في ملاعبنا السعودية.. ولن أطلب من لجنة العقوبات اتخاذ أي إجراء بحق اللاعب غالي.. فهي أضعف من معاقبة أي من لاعبي الأصفرين!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد