Al Jazirah NewsPaper Monday  23/11/2009 G Issue 13570
الأثنين 06 ذو الحجة 1430   العدد  13570
إسرائيل وفن المراوغة

 

إما أن إسرائيل لا تفهم أو أنها تستغفل المجتمع الدولي! فالاقتراح الذي قدمته من أجل استئناف المفاوضات هو من باب التلاعب والمراوغة وتضييع الوقت؛ فهي عرضت الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية مقابل استئناف المفاوضات. وبطبيعة الحال رفضت السلطة الفلسطينية هذا الاقتراح؛ لأنه لا يتضمن وقفاً تاماً للاستيطان.

وإسرائيل تعلم تماماً أن المطلوب منها وقفاً تاماً للعمليات الاستيطانية، وتعلم أيضاً أن اقتراحها سيُقابل بالرفض من قِبل الفلسطينيين، فلماذا تقدم هذا الاقتراح أصلاً وهي تعلم النتيجة؟ السبب واضح، هو أنها أولا تريد المماطلة وتضييع الوقت للاستمرار في بناء المزيد من المستوطنات وفرض الأمر الواقع قبل أي استئناف حقيقي لمفاوضات السلام. ثانيا، هذا الاقتراح يدخل في باب العلاقات العامة والدعاية، خاصة لدى المجتمعات الغربية؛ فهي تريد أن تقول للغرب إنها تقدم مبادرات سياسية من أجل استئناف عملية السلام، ولكن الطرف الفلسطيني هو الذي يضع العقبات والشروط المسبقة التي تعطل مشروع السلام! وبذلك تظهر وكأنها هي من يرغب في السلام في حين أن الفلسطينيين غير معنيين به.

وإن كان هذا التلاعب قد ينطلي على بعض العامة من الغربيين فيفترض أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية مطلعون على بواطن الأمور؛ فلا تنطلي عليهم مثل هذه المراوغات، ويفترض أصلاً بالإدارة الأمريكية أن ترفض الاقتراح من أصله لا أن تقدمه للسلطة الفلسطينية وتساهم هي في إضاعة الوقت. فأمريكا ليست ساعي بريد تنقل فقط ما تريده إسرائيل، ولكنها وسيط تحتل الصدارة الدولية من حيث القوة؛ وبالتالي يفترض بها أن تضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه المراوغات والدخول في محادثات جادة عبر تهيئة الظروف الحقيقية للسلام.

ويبدو أن السلام أبعد ما يكون، وليس كما قال رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريز في القاهرة إن السلام أقرب مما هو متوقع؟ إذ ما المؤشرات على ذلك؟ فكل المؤشرات تقول إننا ندور في حلقة مفرغة لا تنتهي طالما أن إسرائيل لا يحكمها إلا متطرفون!.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد