الجزيرة- الرياض
أوضح فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المطبوعات والبحث العلمي المكلف الدكتور عبد الرحمن بن سليمان المطرودي، أن من مهمات واختصاصات الوزارة إعداد وطبع البحوث العلمية وإجراء الدراسات، وأن هذه الوكالة تشرف بالقيام بهذه المهمة، ولا يقتصر ذلك على اللغة العربية بل تتم ترجمتها وطباعتها ونشرها باللغات الحية، وبتوجيهات من معالي الوزير صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، يتم توجيه جزء كبير من جهود هذه الوكالة لخدمة ضيوف الرحمن في مجال التوعية والإرشاد.
وأبان فضيلته أنه تحقيقاً لتوجيهات ولاة الأمر، وبمتابعة من معالي الوزير، فقد تم هذا العام رصد حوالي (15) مليون نسخة من المطبوعات والكتب الإرشادية، في استقبال ضيوف الرحمن القادمين عبر منافذ المملكة، مشيراً إلى أن الوزارة بفضل من الله، ثم بما توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين - أعزه الله - من موازنات مالية ودعم إداري ومعنوي وتسهيلات ميدانية، قد تمكنت من توزيع قرابة (69) مليون مطبوعة متنوعة خلال السنوات الخمس الماضية في خدمة الحجيج والدعوة إلى الله، والتعريف بالدين الإسلامي، ونشر العلوم الشرعية الصحيحة، ومحاربة الأفكار الهدامة والإرهاب.
وفيما يلي نص اللقاء:
استعدادات مبكرة
* كيف استعدت وكالة المطبوعات والبحث العلمي لموسم حج هذا العام؟
- الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تعنى بجوانب التوعية والتوجيه والإرشاد لضيوف الرحمن بشتى الوسائل المناسبة، ومن هذا المنطلق فإن الوزارة تعد خطة عمل سنوية يتم البدء بإعدادها مبكراً وتتضافر جهود جميع أجهزة الوزارة في التعاون لتنفيذها، وفي هذا الإطار تعد وكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي خطة العمل الخاص بها، وتبدأ في الاستعداد والعمل لموسم الحج منذ وقت مبكر، مستعينة بتقارير فرق العمل في الحج ونتائج استطلاعات الرأي لشرائح مختارة من ضيوف الرحمن والاستفادة منها، والخروج بالتوصيات والدروس المستفادة التي تعين على إنجاح الموسم التالي، حيث يتم تحديد حاجات كل منفذ من المطبوعات، والبدء في طباعة الكتب وإنتاج الأشرطة باللغات المختلفة، وأما ما يتعلق بهدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - من المصحف الشريف وتراجم معانيه فيتم ذلك عن طريق مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وحسب خطة العمل التي تعرض على معالي الوزير ويوجه عليها، يتم تجهيز عبوات بحسب حاجة كل منفذ على مراحل يتم في الأولى منها إرسال كتب وأشرطة المناسك إلى نقاط التوزيع لاستقبال طلائع الحجيج في المنافذ والمطارات والموانئ والمواقيت وتوزعها عليهم حسب التواريخ المعتمدة لوصولهم، بعد ذلك وبوصول الحجاج إلى مناطق المشاعر تتنقل الوكالة الى المرحلة الثانية حيث يتم توزيع الكتب الإرشادية والدعوة والأشرطة السمعية في مناطق المشاعر المقدسة وخاصة في منطقة (منى)، أما المرحلة الأخيرة فتكون مع انتهاء أداء مناسك الحج، حيث تكون فرق العمل في وداع ضيوف الرحمن لتسليمهم هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف وترجمات معاني القرآن الكريم، وهدية الحاج التي هي عبارة عن علبة فاخرة تحتوي على مجموعة من الكتب الإرشادية والتوعوية باللغات المختلفة وذلك في منافذ المغادرة.
(150) مليون نسخة
* ماذا أعدت الوكالة هذا العام من مطبوعات لحج هذا العام؟
- الوكالة هذا العام استعدت لاستقبال الحجاج بأكثر من (15.5) مليون نسخة موزعة على النحو التالي:
كتب المناسك (2.5) مليون نسخة، الكتب الإرشادية (هدية الحاج) (7) ملايين نسخة، الأشرطة السمعية (ثلاثة ملايين) نسخة، مطويات (ثلاثة ملايين) نسخة، وتحمل هذه المطبوعات (128) عنواناً، ومترجمة إلى (24) لغة عالمية، أما الأشرطة الصوتية فتبلغ (28) شريطاً متنوعاً بثماني لغات مختلفة، وقد تم توزيع أكثر من مائة موظف على منافذ المملكة البالغ عددها (13) منفذاً برياً وبحرياً وجوياً للقيام بمهمة التوزيع.
عمل استراتيجي
* إضافة إلى أعمال الحج تضطلع وكالتكم بأعمال النشر والتوزيع للكتاب الإسلامي عالمياً، فما هي استراتيجيتكم في ذلك؟
- البحوث والدراسات الإسلامية النظرية منها والميدانية تعد المهمة الرئيسة للوكالة بجانب توزيع المطبوعات على الحجاج، وهي تهتم بالبحوث والدراسات التي تخدم تحقيق أهداف الوزارة تأليفاً وترجمة وطباعة، وبما يسهم في التعريف بالدين الإسلامي باللغات المختلفة، وتأصيل العقيدة الصحيحة، ونشر العلوم الشرعية وآثار السلف الصالح، وخدمة الدعوة الإسلامية التي تضطلع بمسؤوليتها الوزارة ومحاربة الأفكار الهدامة والإرهاب، كما تتكفل الوكالة بنشر هذه البحوث والدراسات عبر وسائل الإعلام الحديثة، والتشجيع على تأليف الكتب وإعداد الوسائل السمعية والبصرية والحاسوبية التي تحقق هذه الأهداف وطباعتها وتوزيعها في شتّى أرجاء المعمورة، إضافة إلى ترجمة المواد العلمية إلى اللغات الحية، وإصدار مجلات بحثية محكمة ومتخصصة، وتقوم الوكالة كذلك بإدارة موقع الوزارة على (الإنترنت) مع متابعة ورصد كل ما ينشر عن الإسلام في الوسائل الإعلامية المعاصرة ودراسته وتحليله.
ومما يذكر في هذا السياق من إنجازات هذه الوكالة تأمين المراجع العلمية والمكتبات المتكاملة، ومن ذلك المكتبة العملية الخاصة بطالب العلم التي تضم العلوم الشرعية وقد وصل عدد المجلدات أكثر من (140) عنواناً يتم توزيعها على المؤسسات الإسلامية وطلبة العلم مجاناً، كما يتم تبادل الخبرات مع مراكز البحوث والمؤسسات العلمية، والاهتمام بعقد الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش العلمي المتخصصة.
حصيلة الجهود
* ما حصيلة الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها الوكالة في تلك المجالات؟
- تبرز لغة الأرقام حصيلة مباركة لتلك الأعمال، من أبرزها أن المؤلفات قد بلغت قرابة (160) كتاباً في موضوعات متنوعة، أما البحوث فقد تم إنجاز (240) بحثاً، وفيما يتعلق بالدراسات فقد أجرت الوكالة (47) دراسة، وفي مجال الترجمة ترجمت (418) كتاباً في (42) لغة حية.
وأود هنا الإشارة إلى أن إجمالي عدد مطبوعات الوكالة خلال السنوات الخمس الماضية بلغ حوالي (69) مليون مطبوعة.
* حصيلة مشرفة للجهود المبذولة من قبلكم والإخوة العاملين معكم، ولكن يبقى السؤال عن الأثر الذي تركه هذا الجهد؟ وهل هناك أفكار جيدة للتأكد من أثر النشر؟
- تلمس الوكالة أثراً كبيراً لعملها في مجال النشر من ناحية تنمية أواصر العلاقة وتعزيز التواصل مع أبناء المسلمين المستفيدين من التوزيع، وذلك عبر المؤسسات الإسلامية والمنظمات والجمعيات، والعاملين في مجالات التعليم والدعوة في إنحاء العالم، وتعمل الوكالة على قياس أثر النشر من خلال شرائح معنية من المستفيدين، وعلى سبيل المثال ما يحدث في الحج حيث تجري الوكالة بحوثاً ميدانية استطلاعية لقياس أثر المطبوعات ووسائل التوعية الأخرى (المباشرة وغير المباشرة) على الحجاج، حيث جعلت في داخل كل هدية للحجاج استبانة لاستطلاع آرائهم حول مدى إفادتهم من مطبوعات الوزارة في معرفة أحكام مناسكهم وأمور دينهم الأخرى، مع رصد جوائز تشجيعية لحفزهم على رد الاستبانة، ومن المتوقع أن يلقى ذلك نجاحاً متميزاً هذا العام.