شبَّت كرة القدم، التي وُجِدت للتعارف والتآلف، النار بين شعبين شقيقين، هما مصر والجزائر؛ فتألمت الأمة العربية من محيطها إلى خليجها لما حدث بين الأخوة الأشقاء. والرجاء أن تكون سحابة صيف عن قريب تقشع.
|
أبناء مصر ويا أبناء وهرانا |
خلافكم شبّ في الأحشاء نيرانا |
أشجى أحبتكم آذى عروبتكم |
آسى أخوتكم حقا وأبكانا |
بالأمس أنتم لنا عنوان تضحية |
وكنتم زمن التحرير أعوانا |
مواقف بينكم أعطت لنا شرفا |
فيه نفاخر من يأتي ومن كانا |
واليوم ما بينكم يؤذي أحبتكم |
ويجعل العربي الحر حيرانا |
أبناء يعرب إن الخلف منقصة |
وإن فيه لمن يرضاه خسرانا |
من يرتضيه ومن يرضى عواقبه |
ونحن نعلمه ظلما وعدوانا |
بني الجزائر أنتم رمز عزتنا |
فابقوا على العهد إخلاصا وإيمانا |
أبناء مصر عرفنا صدق نخوتكم |
وسعيكم نحو ما نعلو به شانا |
لا تُشمتوا فيكم الأعداء وانتصروا |
على الخلاف وكونوا الدهر إخوانا |
وجددوا الألفة المثلى أحبتنا |
وحاربوا من سعى للشر عميانا |
وباركوا من دعا للود مجتهدا |
وهب يدعو إلى الإيلاف تحنانا |
والله والله إن العرب قاطبة |
باتوا يعانون آلاما وأحزانا |
بجفوة بين إخوان وشائجهم |
قوية ثبتت أسا وأركانا |
لجفوة قد رمتها لعبة وُضِعت |
ليصبح الناس أحبابا بدنيانا |
هذي رسالة من يهوى عروبته |
ومن يرى قومه أهلا وخلانا |
ومن يعذبه خلف بأمته |
لا عاش من يرتضي للأهل خذلانا |
إني أحيي بكل الحب من وقفوا |
وشيدوا لبناء الصلح بنيانا |
يا حبذا الوحدة الكبرى ومبدعها |
وحبذا من غدا للحب ربانا |
أبناء مصر وأنتم إخوة نجب |
كونوا لإخوانكم أبناء وهرانا |
كونوا لبعض أحباء ولا تدعوا |
عدوكم يا بني الإسلام فرحانا |
اسموا عن الخلف واسعوا نحو ألفتكم |
وباركوا من سعى للصلح ولهانا |
بني الجزائر أنتم في عروبتكم |
رمز الوفاء ولا ترضون من خانا |
فصافحوا بولاء إخوة وقفوا |
مع الجزائر أنصارا وأعوانا |
يا ربنا أبعد خلافات ستضعفنا |
يا ربنا وأزل حقدا وأضغانا |
وارفع لأمتنا رايات وحدتها |
وزكها مخزيا من كان شيطانا |
|