Al Jazirah NewsPaper Monday  23/11/2009 G Issue 13570
الأثنين 06 ذو الحجة 1430   العدد  13570
دعا وسائل الإعلام إلى نقل الحقائق كما هي.. النائب الثاني في المؤتمر الصحفي السنوي:
سمعنا من الإيرانيين أشياء متناقضة.. ونأمل منهم أن ينصرفوا إلى أداء نسكهم

 

مكة المكرمة - عبدالوهاب القحطاني - عبيدالله الحازمي - عبدالله الدماس - عبدالله الزهراني

رحب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين بحجاج بيت الله الحرام في موسم حج هذا العام 1430هـ متمنيا لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا.

وقال سموه في مستهل المؤتمر الصحفي السنوي للحج عقده أمس بمقر معسكر قوات الطوارئ الخاصة بعرفة في مكة المكرمة بحضور ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية والعالمية المشاركين تغطية أعمال حج هذا العام (لقد سخرت حكومة المملكة العربية السعودية لموسم حج هذا العام كل الإمكانيات لخدمة الحجاج جميعا وبدون تمييز لأي جهة.. وكل ما نرجوه من إخواننا الحجاج أن يتمكنوا من أداء فريضة الحج بالتزام النسك، ونحن على ثقة أنهم سيتجهون إلى خالقهم ليتموا ما فرضه الله على كل مسلم بأداء (النسك الكريم) مؤكدا سموه أنه لن يسمح أن يساء إلى لهذه المناسبة أو لأي حاج أيا كانت جنسيته.

ودعا الله تعالى أن يتقبل من الجميع نسكهم مرحبا بكل وسائل الإعلام المشاركة في تغطية هذه المناسبة العظيمة التي تجمع ضيوف الرحمن.

وأكد سمو وزير الداخلية أن المملكة العربية السعودية لن تسمح بأي شيء في موسم الحج خلاف ما شرعه الله وقال سموه (سمعنا تصريحات بعض القادمين للحج تؤكد التزامهم القيام ببعض الأمور التي تخالف مناسك وأركان الحج، نرجو ألا نجد أنفسنا مواجهين لأي شيء من هذا، لأنه لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال ابتداع أي شيء كان ليس ركنا مطلوبا في أداء نسك الحج).

وبين سموه أن المملكة ماضية في سعيها في كل عام لتقديم الخدمات الراقية المميزة لضيوف الرحمن تفوق العام الذي قبله.

وتطرق سموه للإجراءات الصحية والاستعدادات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لسلامة حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على صحتهم قائلا (إن كل الإجراءات قد اتخذت لتحقيق أمن حجاج بيت الله والحفاظ على صحتهم وسلامتهم من كل شيء بعون الله، وتم توفير كل متطلبات أداء مناسك الحج لهم وتقديم الخدمات لهم في مخيماتهم سواء من الجهات الحكومية أو من المؤسسات المعنية بالحج).

وشدد سموه على أن الإجراءات الأمنية التي تتخذها حكومة المملكة العربية السعودية هذا العام للحفاظ على سلامة وأمن الحجيج هي إجراءات تتخذ في كل عام من مبدأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم (اعقلها وتوكل).

وعن الاستفادة من خطط العام السابق في خدمة ضيوف الرحمن أكد سمو وزير الداخلية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل بشكل دائم ومستمر على تقويم خطط عملها لخدمة ضيوف الرحمن وإدخال التطوير والتحسين عليها لتقوم بالدور المأمول منها على أكمل وجه.

وقال سموه (لقد كان هناك تكليف من خادم الحرمين الشريفين لسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، بشأن عمل ومتابعة خطة العناية بضيوف الرحمن، وقد بدأت وستستمر لتحقق المرجو منها للديار المقدسة إن شاء الله).

وأكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حرص وزارة الداخلية على أمن كل شبر من المملكة العربية السعودية وأن استقطابها لعدد كبير من رجال الأمن في موسم الحج لا يؤثر أبدا على أمن أي منطقة من مناطق المملكة وقال سموه (لا شك أن الحج يستقطب عددا أكبر من رجال الأمن ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال إغفال مناطق المملكة الأخرى حيث يوجد في كل منطقة إمكاناتها الأمنية الخاصة بها).

وردا على سؤال عن التدابير الاحترازية التي اتخذتها وزارة الداخلية لحفظ أمن الحج من أي شيء يعكر صفوه قال سموه (وزارة الداخلية تعمل بكل جد طوال العام لحفظ حدودها وتقبض الجهات المختصة على آلاف المتسللين ويعادون إلى أوطانهم، وهو يزيد أثناء موسم الحج).

وأضاف (إن شاء الله لم ولن ياتي إلى المشاعر المقدسة أي متسلل، وإن كان هذا قد يحصل في بعض الحالات وبطريقة غير نظامية فسيطبق النظام بحق أي مخالف) مبينا سموه أن من يتسلل ليحدث أي شيء في أمن الحج فهناك من سيواجهه ويمنعه من التعدي على أي شبر من أراضي المملكة.

ولم يستبعد سموه وجود تنسيق أو اتصالات بين المتسللين والقاعدة قائلا سموه (لا يستبعد ان يكون فيما بينهم اتصالات وتنسيق).

وقال سموه في إجابته على سؤال عن خطط المملكة لاستيعاب الخريجين والمبتعثين في سوق العمل (من حق كل مواطن أن يصل إلى أعلى الدرجات في العلم وهذا ما تعمل عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وتنفذه وزارة التعليم العالي).

وبين أن خادم الحرمين الشريفين يتابع هذا الأمر باهتمام مؤكدا أن هذا الموضوع ومستقبل الخريجين مأخوذ بعين الاعتبار لافتا سموه إلى وجود تنسيق بين وزارتي الخدمة المدنية والتعليم العالي وبين القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء الخريجين إن شاء الله تعالى.

وأضاف سموه (لا شك انه يجب على وزارة العمل ان تعطي هذا الامر كل اهتمامها بالاضافة للجهات المعنية في الدولة وكذلك التنسيق فيما بين وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي والجامعات بالتخصصات المطلوبة) مشيراً سموه إلى أن المطلوب من القطاع الخاص ان يستعين بكفاءة هؤلاء الخريجين العالية والمؤهلين لسد احتياجات سوق العمل بالمملكة.

ورأى سموه أن هذا الأمر تعنى به وزارات معينة هي وزارة العمل والتجارة والخدمة المدنية والتعليم العالي بالإضافة إلى الغرف التجارية التي تنسق بين رجال الأعمال والمؤسسات والشركات لإيجاد فرص عمل لهؤلاء الخريجين مما يحقق نجاح الاستراتيجية التي وضعت لهذا الأمر على مدى الأعوام القادمة بعون الله.

وفي رد سموه على سؤال.. هل أجرت المملكة اتصالات مع الجهات التي يتردد أن للمتسللين علاقات معها قال سموه (المملكة لم تجر أي اتصالات مع أي جهة، فاتصالاتنا مع الحكومة اليمنية فقط، وأما من احترم أراضينا فنحن لن نتدخل، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة لم ولن تسمح لأي كان بأن يعبث بأمنها أو أن يستخدم أراضيها لإلحاق الضرر بالآخرين.. ونرجو من الله لليمن الشقيق الاستقرار والأمن وأن يوفق حكومته بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح إلى تحقيق ذلك لما فيه الخير لليمن الشقيق).

وتعليقا على سؤال عن التصريحات الإيرانية بخصوص الحج قال سمو وزير الداخلية (لقد سمعنا من الأشقاء في إيران أشياء متناقضة، ولكن الأخيرة طيبة، والمسؤولون الإيرانيون وصلوا إلى هنا في المملكة ونحن نأمل من الأشقاء أن ينصرفوا إلى أداء هذا النسك كما أمرهم الله به وما علمنا به نبينا صلى الله عليه وسلم).

وعن جهود المملكة في حفظ أمن حجاج بيت الله الحرام وسلامتهم أوضح سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أن هناك جهتين معنيتين بالحج وهي تقوم بواجباتها على أكمل وجه، أما إن حدث أي شيء على حدودنا في أي مكان كان فهناك من يواجه هذه الأمور بمعزل عن أمور الحج.

وعن موقف المملكة العربية السعودية وتأثرها من الإرهاب قال سموه (إن موقف المملكة معروف ويتحدث عنه الواقع، المملكة أكثر الدول المستهدفة بالإرهاب ولكن بحمد الله استطاعت المملكة أن تضع حدا لهذه التصرفات وأن تُفشل المئات من المحاولات التي كادت أن تحدث وتستبق عمليات إرهابية كادت أن تحدث ونحن نستنكر هذا الأمر في بلاد العالم وخصوصا في الدول الشقيقة العربية والإسلامية ولكن المؤسف والمؤلم أن هؤلاء يدعون الإسلام ويدعون الجهاد وهم في الحقيقة هم الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وهم الذين يخالفون الإسلام لأنهم يقتلون الأبرياء وييتمون الأطفال، فهذا العمل يسيء إلى الإسلام ونأمل أن ينتهي، وأن يكون التعاون فاعلا وإيجابيا ليس بين الدول العربية والإسلامية فحسب بل كل دول العالم).

وأضاف سموه (إننا نتعاون مع الجميع ولكننا معتمدون على الله ثم على أبنائنا وإخواننا رجال الأمن الذين لديهم القدرة بعد الله على مواجهة هذا الأمر كما واجهوه على أرض الواقع، وأجهزة الأمن تأخذ دائما التوجيهات السديدة التي نتلقاها دائما من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وتمثل دعما كبيرا لرجال الأمن وهم في ميدان الشرف للدفاع عن دينهم ثم وطنهم وشعبهم، والحمد لله إن رجال الأمن يحظون بثقة قيادتنا وشعبنا ونشكر الله على فضله) وردا على سؤال عن ضمانات إيرانية بعدم القيام بأي عمل يخل بأمن حج هذا العام قال سمو النائب الثاني وزير الداخلية (نحن لا نطلب من أي أحد تعهداً، والكل يعلم أننا نرفض أي أمر مخالف لقدسية هذه المناسبة، وهذا المكان، ويعرف الجميع أننا سنواجه أي عبث بأمن الحج بكل قوة وحزم، ولكننا نرجو ألا يحدث شيء من ذلك، ونقدر ما سمعنا من بعض القادمين إلى هنا من تقديرهم واحترامهم لإجراءات الحج، ونرجو إن شاء الله ألا يحدث شيء من ذلك، ونؤكد أننا لن نتهاون بأمن الحج مع أي جهة كانت فردا أو جماعة أو جهة أخرى).

وفي الشأن اليمني أكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية مع اليمن كدولة شقيقة نرفض ونستنكر العبث بأمن هذا البلد الشقيق وأن هذه المسألة شأن متروك للسلطات اليمنية فقط ولكن على الآخرين أن يحترموا التدخل في شؤون اليمن.

وأضاف سموه (أما عندما يتعدون حدود المملكة ويعتدون على أراضيها فهناك من سيؤدبهم ويدافع عن أرض المملكة، ولو كان مترا واحدا، وقواتنا المسلحة والحمد لله قادرة على ذلك وعلى أهبة الاستعداد لمن يحاول أن يعبث بأمن حدودنا أو يمس قطعة من أراضينا).

وأكد سمو النائب الثاني وزير الداخلية أن المملكة العربية السعودية ولله الحمد لديها القدرة الكافية في جهاز الدول وفي المؤسسات لتنظيم أمور الحج، مشيرا إلى أن تنظيم الحجاج القادمين من الدول الإسلامية وإعطاءهم التعليمات المناسبة والاهتمام بهم وتنظيمهم امر مطلوب وهذا شيء مطلوب من الآخرين من الدول الإسلامية والدول التي يكون فيها مسلمون.وأثنى سموه على ماليزيا ووصفها بأنها من أفضل الدول التي تنظم أمور حجاجها.

وطمأن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حجاج بيت الله الحرام أن المملكة قادرة بإذن الله على توفير كل ما يحتاجونه من أمن وخدمات تيسر لهم حجهم وتعينهم على أداء نسكهم.

وخاطب سموه أبناء المملكة العربية السعودية العاملين على خدمة ضيوف الرحمن قائلا (انتم تطلبون الأجر من الله وتريدون أن ترضوا ضمائركم بأنكم خدمتم بلادكم وخدمتم حجاج بيت الله وهذا شرف لكم وأكبر وسام يمكن أن تحملوه على صدوركم).

وتمنى سمو وزير الداخلية لوسائل الإعلام طيب الإقامة في المملكة مؤكدا ثقته أن وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بمعالي الوزير الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة ستيسر للإعلامين المشاركين في تغطية مناسك حج هذا العام كل السبل لأداء مهمتهم وقال (كل ما نرجوه من وسائل الإعلام هو نقل الحقائق كما هي وأن تكون إقامتهم وعملهم مفيدا إن شاء الله).

حضر المؤتمر الصحفي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز وأصحاب السمو الملكي الأمراء، ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف ومعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد