Al Jazirah NewsPaper Monday  23/11/2009 G Issue 13570
الأثنين 06 ذو الحجة 1430   العدد  13570
حماية المستهلك والرقابة المفقودة!
سلمان بن عبدالله القباع

 

مرحلة البحث عن الأفضل والأميز تأتي بعد مرارة المذاق، وهي مرحلة سوف تتميز بأريحية للمستخدم؛ فالبحث عن الجودة يكون بمعطيات وتجارب مفيدة لا يكترث صاحبها فيما بعد؛ فهي بمثابة قوة مستقبلية حتى لو تعدت بعمرها الافتراضي!

السلعة بمثابة الرفيق المستمر في الحياة؛ فلا نستغني عن أي منتج؛ فالتقدم موجود، وجميع الأجهزة والقطع تتقدم بتقدم النظرة التكنولوجية من أصحاب الصناعات المختصين، خصوصاً الأجهزة المنزلية والكهربائية وقطع الغيار لها، وكذلك قطع الغيار للمحركات، حتى قطع الغيار استخدامها شيء مؤكد؛ فالسلعة لا بد أن تتغير، ولكن التغير يأتي بعد سنين واستخدام مستمر.. المعاناة الحقيقية من المستخدم لا تكمن في سوء الاستخدام، ولكن تأتي من سوء النوعية المستخدمة.. لاحظوا معنا أن هناك آلافاً من المحلات التجارية التي تكتظ بالكثير من السلع والبضائع، محلات كهربائية وأجهزة منزلية وقطع غيار وغيرها الكثير.. فعلى سبيل المثال عند شراء قطعة كهربائية مثل (فيش كهربائي أو سخان أو محول) نلاحظ ضعف الجودة مع وجود التقنيات الحديثة من الأجهزة في بقية الدول، ولكن محلاتنا مكتظة من قطع غير أصلية ولا تُعطي قوة للاستخدام، والضحية تكون في الجهاز المستخدم، والعكس صحيح، بجهاز تقليدي لا يجدي!

وأيضاً قطع الغيار الموجودة في المحلات التجارية كمحلات التجزئة وبيع القطع في الصناعية بمدينة الرياض؛ فهناك محلات موجودة في صناعية الرياض القديمة والنسيم وأم الحمام، تلك المحلات يوجد بها أكثر من ألف نوع من القطع تمثل 80% من الصناعة التقليدية، ولا تخدم العميل على الوجه المطلوب، بل تفيد البائع بأصلية المنتج وعند الاستخدام تتضح الرؤية بسوء المنتج.. هذا يدل على ضعف الرقابة من قِبل المختصين في وزارة التجارة وهيئة المواصفات وهيئة حماية المستهلك؛ فكيف يبيع البائع منتجاً غير مفيد وغير نافع للمستهلك؟

جميع الأجهزة الموجودة في المحلات التجارية لا تكون وفق الصناعات الأصلية، وهناك تلاعب واضح من قِبل أصحاب المحلات، وقد يعاني الكثير من المقربين والزملاء بنفس المسألة. وفي دخولي لأحد المحلات الكهربائية لشراء (توصيلة كهربائية) سألت العامل الموجود: هل لديك توصيلة؟ أفاد بنعم، يوجد ثلاثة أنواع مختلفة الأسعار من 20 ريالاً إلى أربعين ريالاً، ولكن من ضمن الأنواع الثلاثة نوعين لا يخدمانك لتشغيل (الدفاية) الكهربائية، والسبب عدم تحملهما، وهذا ما يسبِّب الحرائق في كل فصل شتاء!

كيف سُمح لدخول وترخيص هذا النوع من المنتجات؟ وهناك الكثير من البضائع متراكمة في المستودعات سوف يأتي دورها. وفي مقال في صحيفة الاقتصادية للدكتور عبدالله الفايز أفاد فيه ب(توحيد ومراقبة المنتجات الكهربائية والأجهزة المنزلية الكهربائية وجعل الخطوط الكهربائية موحدة حتى لا يعاني المواطن من تلك المسائل). انتهى.

عشرات الآلاف من البضائع نستوردها، ولكن هل تلك البضائع تتناسب مع مفهوم الجودة؟

هذا أصلي، وهذا غير أصلي (جملة يتفوه بها كل بائع)، والمستهلك قد يقتني غير الأصلي للرخص الموجود، ولقلة المال الموجود لديه، إذن مكره أخاك لا بطل؛ فالمنتجات الموجودة من المفترض أن تكون فائقة الجودة بصناعة أصلية، وهنا يأتي دور الإخوة المسؤولين والمختصين بالرقابة؛ فوضع هيئة لاستقبال الشكاوى المرفوعة من المتضررين ومحاسبة المتسبب لحماية المستهلك يجب أن يكونا أهم بنود أجندة أي اجتماع بهيئة حماية المستهلك.

المعاناة مستمرة، والضحية المواطن، ومسألة الدراسة والبحث ما زالت ضالة.. شركة الكهرباء تحذر المواطنين في فصل الشتاء من الأجهزة غير الأصلية، وهل هناك خطاب موجَّه من شركة الكهرباء إلى المختصين بالرقابة؟ مرحلة التشكيل من المختصين في وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس مرحلة جديدة، وآن أوانها لكي تضع حداً للتلاعب الموجود؛ فعملية تواجد البضائع الأصلية من أجهزة وقطع غير مجدية، وليس فيها نفع للمواطن بتاتاً مسألة ربحية والضمير مفقود، والأمانة لا نجدها متواجدة لدى الباعة، إلا ما رحم ربي!



s.a.q1972@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد