ظل الفلسطينيون منذ توقيعهم لاتفاقية أوسلو يتفاوضون مع الإسرائيليين من أجل تحقيق غاية واحدة هي استرجاع حقوقهم المسلوبة، ومنذ ذلك اليوم ومنذ أن غادروا العاصمة النرويجية والإسرائيليون يمارسون مع الفلسطينيين كل أنواع الخداع والتسويف، ولم يفلح كل الوسطاء من حماة إسرائيليين من الأمريكيين والأوروبين بوجه خاص من الضغط على إسرائيل لإعادة الحقوق للفلسطينيين، وهذا ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رفض ترشيح نفسه للانتخابات الفلسطينية القادمة.
الرئيس محمود عباس قدم استقالته في خطاب متلفز، كشف بها أسباب هذا العزوف، وهذا العزوف الذي حظي باهتمام المحللين والإعلاميين وتركوا أهم شيء تضمنه خطاب الرئيس عباس والذي احتوى (وثيقة فلسطينية) يجب أن تكون مرجعية لا يمكن تجاوزها عند استئناف المفاوضات، وهو ما أشار إليه مكتب المفوض الفلسطيني الذي أشار إلى أن هذه الوثيقة التي تضمنها خطاب الرئيس لا يمكن أن يتجاوزها أي مفاوض سواء عاد محمود عباس أو غيره من أي رئيس يختاره الفلسطينيون، وقد حدد أبومازن في هذه الوثيقة التي يمكن أن يسميها الفلسطينيون بوصية أبو مازن غير قابلة للتصرف حدد فيها المبادئ والمرجعيات لأسس التسوية القادمة، وهذه المبادئ لا تعد شروطاً، بل هي تثبيت لحقوق مشروعة من حق الفلسطينيين التأكيد على تنفيذها وهي:
1- قرارات الأمم المتحدة بشأن الصراع، وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ورؤيا حل الدولتين على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1515 مع الاستفادة من كل تقدم حصل في مفاوضات كامب ديفيد وطابا وانابوليس.
2- الحدود تستند إلى الوضع الذي كان سائداً ما قبل الرابع من حزيران 1967م، وإمكانية إجراء تبادل للأراضي بالقيمة والمثل دون المساس بالحقوق المالية أو التواصل الجغرافي، والربط بين الضفة الغربية وغزة.
3- القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مع ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة.
4- حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين كما ورد في مبادرة السلام العربية التي أصبحت جزءاً من خارطة الطريق وفق القرار 194.
5- لا شرعية لبقاء المستوطنات فوق أراضي الدولة الفلسطينية.
6- ترتيبات أمنية يقوم بها طرف ثالث على الحدود ما بين دولتي فلسطين وإسرائيل.
7 - حل قضية المياه حسب القانون الدولي، وحق الدولة الفلسطينية في السيطرة على مصادرها المالية وأجوائها وكل ما هو فوق الأرض وتحت الأرض، والسعي لتعاون إقليمي في مجال المياه.
8- إغلاق ملف أسرى الحرية وإطلاق سراحهم جميعاً.