كتب - محرر الوراق
أصدر الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي صاحب منتدى عبد الله الماضي الثقافي والوجه الاجتماعي المعروف مؤخرا الكتاب الثاني في مسيرته التأليفية، وهو (خواطر.... وأحاديث للأبناء)، وقد سار ابن ماضي في كتابه هذه على طريقة متبعة في التراث وهي مخاطبة الأبناء والأحفاد من خلال استرجاع الموروث واستثماره في توجيه الأبناء والأحفاد وتوجيههم. فقد كتب ابن الجوزي المتوفى في آخر القرن السادس الهجري نصيحة إلى ولده، وتحدث فيها بكثرة عن تجاربه الشخصية، وجعلها تحت عنوان لفتة الكبد في نصيحة الولد، ونص ابن الجوزي صراحة في هذه النصيحة على أنها موجهة لابنه وحثه على الصفات الراقية، وقبل ابن الجوزي كتب أبو الوليد الباجي العالم الأوروبي المسلم كتابا بعنوان النصيحة الولدية، وهو في التوجه نفسه.
ابن ماضي وفي خواطره ونصائحه لم يخرج عن هذا التوجه، فقد حشد كتابه بالقصص التراثية والحديث عن أعلام كان لهم حضور في تاريخنا المحلي على رأسهم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه-، وتلكم عن أعلام لهم أكبر الحضور في تاريخ الجزيرة العربية وفي وجدان الناس، فتحدث ابن ماضي عن عبد الله العسكر ومحمد الماضي وفهد الرشودي وغيرهم، ورتب الخواطر بحسب تواريخ كتابتها.
الشيخ عبدالله بن إدريس الأديب المعروف ورئيس النادي الأدبي في الرياض قدم للكتاب بمقدمة استغرقت صفحات ثلاث وجاء فيها: (قبل أن أقرأ هذا الكتاب.. كنت أظن أن أعرف عبدالله بن عبدالمحسن الماضي، واكتشفت بعد قراءته أني أعرف (أبا عبد المحسن القريب والصديق العزيز فحسب، ولكني عرفت الآن (السيد الحكيم) والمثقف الأديب، تلك صفتان كبيرتان هامتان يجدهما القارئ من صفات المؤلف حين يقرأ هذا الكتاب.
ابن ماضي أهدى عمله إلى كل نفس طاهرة زكية.. تواقة لفعل الخير.. ممارسة لفضيلة التسامح... مترفعة عن ساقط القول، وسفاسف الأمور، متسامية عن الغل والشحناء.
والكتاب تضمن أكثر من أربعين خاطرة انتظمت في موضوعات متصلة منفصلة، ولا يخلو موضوع من استشهادات متعددة سواء كانت من النصوص الشرعية أو الأدبية ومن الشعر بشقيه الفصيح والعامي.
أخير هذا الكتاب بصفحاته الـ(253) يشكل مع شقيقه كتاب (ذاكرة من الزمن) وثيقة مهمة في الحديث عن فصول مهمة من مسيرة ابن ماضي في خدمة الدين والوطن، والاهتمام بالعمل الاجتماعي والخيري في كل شبر من هذا الثرى الطاهر لا سيما مسقط رأسه سدير الغالية.