عاشت الجماهير الرياضية العربية (وغير الرياضية) أسبوعاً حافلاً ومثيراً ودراماتيكياً بلقائي مصر والجزائر المؤهلان للمونديال.
ورغم تجاوز بعض الأحداث والانفعالات للحدود المعقولة والمقبولة. إلا أن الجميع استمتع بلقاءين مثيرين فازت مصر في الأول وفازت الجزائر في الثاني وكان الأهم الذي أهل (الخضر) إلى المونديال.
وفي تقديري أن رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة كان هو بطل التأهل بحسن إدارته لمنتخب بلاده وقيادته إلى المونديال وسط طريق صعب وشائك يموج بالأحداث الساخنة ولكن (روراوة) استطاع بحنكته أن يحمي فريقه من تداعيات تلك الأحداث وأن يقوده إلى جنوب إفريقيا بكل كفاءة وجدارة واستحقاق.
أما الأحداث التي صاحبت اللقاءين في القاهرة والخرطوم فهي أحداث من صنع الإعلام فقط. ولم يكن على أرض الواقع ما يدعمها أو يثبتها. فكل طرف يدعي بأن الطرف الآخر قد اعتدى عليه ووصل الأمر إلى إدعاء وزعم بوجود قتلى. ولكن أيا من الطرفين لم يستطع أن يثبت صدق ما يدعي أو يزعم.
وفي رأيي أن المواجهة الإعلامية بين الجانبين كانت أشد من المواجهة الكروية. وقد استطاع الإعلام الجزائري أن يكسب الجولة مثلما كسبها المنتخب الكروي الجزائري على أرض الملعب. فرغم أن الجانب الجزائري لم يكن يملك سوى فضائية واحدة (عامة) وليست رياضية وصحيفتين على الإنترنت إلا أنه استطاع أن يكسب فضاء مصريا واسعا يعج بالقنوات العامة والمتخصصة. ورغم الأسبقية والريادة المصرية في مجال الإعلام إلا أن هذه الريادة أخفقت بعد أن استطاع الإعلام الجزائري المحدود أن يجعل الإعلام المصري بقضه وقضيضه مجرد صدى ورد فعل لما يصنعه ويبادر به الإعلام الجزائري الذي نجح بطريقته الخاصة في (خلخلة) المعسكر المصري والتأثير السلبي على لاعبيه من خلال الإعلام المصري الذي انطلت عليه اللعبة الإعلامية الجزائرية. وقد كان حرياً بالإعلام المصري أن لا ينفعل ولا ينجر خلف مزاعم وادعاءات وشائعات الإعلام الجزائري. وكان الأولى بالإعلام المصري أن يدرك اللعبة وأبعادها مبكراً وأن لا يستفز وينزلق بشكل أعمى للرد على شائعات الإعلام الجزائري ويتخلى عن دوره ومهمته في الدعم المعنوي لمنتخب بلاده، وهذا ما يريده ويسعى إليه الإعلام الجزائري ونجح فيه بشكل كبير.
ولو أن الإعلام المصري تجاهل استفزازات الإعلام الجزائري وشائعاته وتفرغ لأداء دور في دعم منتخب بلاده لربما انتهت المباراة الفاصلة إلى غير ما انتهت إليه.