Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/11/2009 G Issue 13568
السبت 04 ذو الحجة 1430   العدد  13568
كيف يحد أوباما من تخريب نتنياهو للسلام؟

 

بإصرار على التخريب، وبفعل متعمد يقصد منه تخريب جهود من يسعون لتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، غرست حكومة نتنياهو وتداً جديداً في قلب العملية السلمية؛ لتوسيع دائرة النزف والقضاء تماماً على أي جهود جادة لتحقيق السلام.

وعلى عكس الآمال وما كان يُعمل من أجل معالجته؛ حيث كانت التحركات الأمريكية والأوروبية ومن لهم علاقات مع الكيان الإسرائيلي والهادفة إلى وقف إنشاء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أقدمت حكومة نتنياهو - ومن جانب واحد - بإطلاق مخطط جديد لبناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة (جيلو) جنوب مدينة القدس المحتلة.

هذا الإجراء أثار استياء حتى حلفاء الكيان الإسرائيلي ومن يحمونه (حتى الآن)؛ لأنها خطوة سلبية جداً وتعدُّ في كل المواصفات تقويضاً لمصداقية عملية السلام في الشرق الأوسط، وتقضي تماماً على كل احتمالات العودة إلى المفاوضات السلمية التي تسعى الإدارة الأمريكية الحالية إلى استئنافها؛ لأن هذه الفعلة الشاذة التي أقدمت عليها حكومة نتنياهو سوف تجبر الجانب الفلسطيني على التأكد من عدم جدوى التفاوض مع حكومة إسرائيلية تصر على اغتيال وإلغاء أي إمكانية عملية لتحقيق السلام، وبهذا يكون الفلسطينيون على حق في قولهم بعدم وجود شريك إسرائيلي لتحقيق السلام.

ولهذا فإن الإدارة الأمريكية، وإن لم تكشف بعد عن تصرفها إزاء تخريب نتنياهو هذا، فإنها مطالبة بالرد عملياً على هذا العمل غير المسؤول الذي يكشف عن مخطط يعمل نتنياهو على تنفيذه، وهو القضاء تماماً على الآمال التي أثارتها أقوال وأفعال الرئيس الأمريكي الجديد الساعية إلى إنفاذ حل قائم على أساس الدولتين واستئناف مفاوضات حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

فخطوة نتنياهو هذه تستهدف استراتيجية الرئيس أوباما، وأنه بذلك يرد على مطالب الرئيس الأمريكي في اجتماعهم الأخير الذي سعى فيه أوباما إلى ثني نتنياهو عن أفعاله المعرقلة للسلام. والآن يقرن رئيس الحكومة الإسرائيلية مخططاته بأفعال معرقلة للسلام، فكيف يحد الرئيس الأمريكي من أفعال هذا المعرقل للسلام؟.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد