الذي يتابع المتغيرات المتسارعة التي تجتاح إستراتيجية الاتحاد الدولي لكرة القدم - فيفا -، ويقرأ مستقبل تلك المتغيرات بشكل متأن ودقيق، سيكتشف أن العجوز السويسري جوزيف بلاتر وبقية أعضاء المكتب التنفيذي - معظمهم لا قيمة له - يسيرون بعالم الكرة للهاوية، بعد أن بهرتهم مليارات الدولارات التي تتدفق من عائدات المسابقات التي ينظمها الفيفا، وأصبح الهاجس الوحيد لبلاتر ورفاقه هو الفلوس أولاً وأخيراً وضرب مصلحة وواقع المشجع البسيط، وهو المسيطر على معظم دول العالم عرض الحائط وهو الهوس الذي بدأ يضرب الاتحادات القارية والأهلية بداعي الاستثمارات واستغلال الشغف باللعبة لتكون اللعبة الشعبية الأولى بالعالم، عبارة عن شركة رأسمالية كبيرة ستتضخم تدريجياً ثم تنهار، وبوادر الانهيار الكروي بدأت في الظهور علانية كنتيجة حتمية للولع بالدولارات، وأهم ملامح ذلك الانهيار انخفاض العمر الزمني للاعبين من فئة النجوم بالملاعب بداعي كثرة المشاركات، واستحداث بطولات غير مبررة ومدروسة فقط من أجل المال ثم المال..!!
عندما ننظر مثلاً لبطولة كأس العالم للأندية والتي ستقام في أبو ظبي من 9 إلى 19 ديسمبر القادم، نجد أنها بطولة تم تلفيقها زوراً وبهتاناً تحت اسم كأس العالم، حيث إنها بالأصل بطولة مصغرة لأبطال القارات الحاصلين على بطولات قارية، كما هو الحال في بطولة القارات للمنتخبات لكن الفيفا وللتسويق المالي للبطولة خدع العالم بتلك التسمية الوهمية، والمضحك أنّ فريقاً مثل برشلونة والذي سيشارك بالبطولة يمكن أن يكون بطلاً للكأس من مباراتين فقط..!!
في جانب آخر لم يأبه بلاتر بكل نداءات العالم مصراً على قبول ملف جنوب أفريقيا بشكل أو بآخر لتنظيم نهائيات كأس العالم القادمة في بلد تسوده الفوضى والعشوائية والجريمة المنظمة وغير المنظمة، وظل يردد في كل المحافل الدولية أنه يثق بجنوب أفريقيا، والعارفون ببواطن الأمور يدركون أن ترشيح الملف وراءه الكثير من الغموض الذي سيخرج للضوء في يوم ما وأعتقد أنه قريب..!!
بلاتر ورفاقه اللاهثون وراء المال كانوا خلف المهزلة التاريخية التي طالت لأمور أبعد من الرياضة بين مصر والجزائر، بعد أن ترك لدولة لا تملك مقرات رياضية ولا بنى تحتية مؤهلة ولا استعدادات مسبقة استضافة مباراة ملتهبة ونارية وحماسية فيها من الوعود بالثأر والحرب الإعلامية والجماهيرية ما يعطي مؤشراً على وقوع مذابح جماعية بسببها بين الطرفين، حيث اكتفى العجوز بلاتر بالصمت الرهيب قبل المباراة ولم يرفع رأية العقوبات سواء قبل مباراة المنتخبين بالقاهرة، فيما توارى قبل موقعة الخرطوم وترك المجال واسعاً لمثل تلك الخروقات الرهيبة، وكأنه يقول (عرب في عرب خليهم يحرقوا بعض)..!!
أين تهديدات الفيفا وأساليبه القوية ؟؟ بل أين هيبة إمبراطورية الكرة ؟؟
لقد حفر السويسري العجوز جوزيف بلاتر قبر كرة القدم مغتالاً متعتها وبساطتها لكل الناس في العالم وذهب ليلهث وراء المال، وهو المسار الخطير الذي لا يترك عواقبه سوى من اكتوى بنيران الرأسمالية والتي تتفشى داخلها الرشاوى وشراء الذمم والفساد والذي لا يعتقد أن الفيفا لا يعاني من تلك الأمور، هو في الحقيقة إنسان واهم وتنطلي عليه الكثير من الدعايات الإعلامية والتشخيص الرسمي أمام الفلاشات..!!
كانت الكرة ميداناً للحب والتجمع بين الدول واليوم أصبحت واحة للكرة وصراع الشركات والأثرياء والذين لا يعترفون سوى بمصطلح الربح والسلطة، وبأي طريقة كانت، ومهما كان الثمن فالقانون من الممكن أن يغمض عينيه ليغفو قليلاً، والبركة بالأصلع بلاتر..!!
يوماً ما سيخرج من الفيفا من يفضح أساليبه وأسراره وطبخاته المريبة وصفقاته المشبوهة التي ظهر جزء منها إبان الحملة الانتخابية لبلاتر، عندما كان سكرتيراً للاتحاد الدولي قبل وصوله لكرسي الرئاسة، لكن الجزء الأهم مازال متوارياً ولن يطول ذلك..!!
السؤال الذي يطرح نفسه: أين عقلاء العالم من الهاوية التي يسير إليها بلاتر ساحقاً الطبقة الأهم في عالم الكرة وهل من الممكن محاكمته قبل أن نحاكم مرتكبي مهزلة مصر والجزائر؟؟ أتمنى ذلك..
تصويبات
- قابلت الدكتور محمد البشر سفيرنا في المغرب ونائبه الأستاذ صالح القرعاوي لدى استقباله لمنتخب الشباب والناشئين السعودي للكاراتيه والذي شارك ببطولة كأس العالم بالرباط وحقق نتائج مبهرة، وللحق فقد انبهرت من شخصية الرجلين وتواضعهما وحسن حفاوتهما، رغم أن موعد الاستقبال كان متزامناً مع منح تأشيرات الحج وازدحام المراجعين، ولسعادة السفر ونائبه أقول: أنتما وكافة زملائكما بالسفارة أنموذج رائع ومميز ودعمكما وتسهيلاتكما للبعثة ساهم بتحقيق السعودية للمركز الخامس عالمياً بالبطولة
- فاز الفريق بالبطولة ونال الكأس من عضو الشرف والرئيس لتظهر الصورة وكأنها بطولة رمضانية غير معترف بها.. يا حسافة الجيل الذي كان يتمنى أن ينال تكريمه من المؤسسة الرسمية..!!
- لو ترك التعاونيون جارهم الرائد بحاله لصعدوا من الدور الأول وبكل جدارة..!!
- فقدت مدينة بريدة الأستاذ المربي الفاضل سالم المحيميد الذي كان نعم الرجل والمربي عاش إنساناً صادقاً طيباً يحبه الجميع.. رحمك الله أيها الرجل العظيم وغفر الله ذنبك وطهّرك من الذنوب والخطايا.
قبل الطبع
أسأل الله الذي لا إله إلاّ هو أن يغفر ذنوبكم ويشفي مرضاكم ويمتعكم بالصحة والعافية، وأن يتقبل أعمالكم إنه سميع مجيب.