معروف أن الحيّز الذي يمارس فيه الإنسان عمله ينعكس سلباً أو إيجاباً على طريقة العمل وعلى نتائجه.. ويكون إما حافزاً له.. أو مثبطاً وعائقاً أمامه.

صدفة وأنا أستمع لمذياع سيارتي كان هناك لقاء أو حديث مع أحد وكلاء وزارة التربية والتعليم.. ولا أتذكر أي الوكلاء ولكن من ضمن ما قاله إنه سيتم هذا العام 1430 استلام أربعة آلاف مشروع مدرسي بجميع أنحاء المملكة وإنه بنهاية العام 1433هـ سيكون تم الانتهاء من المدارس المستأجرة.. وقال إن هذا يأتي من خلال خطة تم تطبيقها منذ بضعة أعوام تهدف إلى القضاء على المدارس المستأجرة وإن الخطة تمت بالتنسيق مع وزارة المالية التي وفرت لنا المخصصات اللازمة حيث خصصت لنا وزارة المالية مبلغ أربعة مليارات سنوياً.

والسؤال الآن هو: لماذا لا يتم محاكاة تجربة وزارة التربية والتعليم؟.. ولو بشكل أقل أي ولو بمليار واحد سنوياً وليس أربعة مليارات.. فمليار واحد سنوياً كفيل ببناء ستاد رياضي ضخم وعشرة مقرات.. ويتم توزيعها على مناطق المملكة حسب الحاجة.

إن توفير المقرات والأماكن اللازمة ليمارس الشباب هواياته ورياضته بشكل لائق لا يقل أهمية عن أماكن التعليم.. كما أن توفير المقر المناسب يوفر بيئة رياضية مناسبة لاحتواء الشباب ومساعدتهم على التنافس والإبداع وتفجير طاقاتهم الرياضية.. كما أن تعدد المنشآت يضفي رونقاً على منافساتنا الرياضية.

أقول ذلك وأنا أعرف أن هذا أمنية قادتنا الرياضية وأن هذه الأمنية تتحطم على صخرة وزارة المالية خصوصاً لأنه لنا تجربة واقعية ملموسة عشناها حلماً وفرحاً وأملاً حتى تلاشت وأصبحت ندباً في مشاعر كل الجبلاويين وهي مقر نادي الجبلين الذي أقره صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وأصدر قراراً صريحاً وواضحاً ما زلنا كجبلاويين نحتفظ بصور من ذاك القرار ولكنه مات، بل قُبر بأدراج وزارة المالية ولكن أيضاً نعرف أن مثل ذلك يتطلب تنسيقاً مع وزارة المالية بوضع خطة مرحلية يتم توفير مخصصات المبالغ اللازمة لها وجدولتها على عدة سنوات خمسية أو عشرية أو حتى عشرينية.. المهم أن يكون هناك خطة ونمو بالمقرات والمنشآت يواكب النمو السكاني، وليتواكب أيضاً تطور المقرات كماً وكيفاً مع التطور الذي سيكون نتيجة لتلك القرارات التطويرية التي صدرت مؤخراً والتي جارٍ تفعيلها على الواقع.