الطائف - فهد سالم الثبيتي:
فصل التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف وبشكل رسمي مصداقية تعرض الطفلة (سارة) ذات العشرة أعوام لخدوش في ذراعها الأيسر وخدش قطعي صغير في الأصبع الأكبر من القدم اليمنى لها بخلاف الإصابات والكدمات التي لحقت بها في أنحاء متفرقة من جسمها فيما قدر الأطباء مدة الشفاء للطفلة بثلاثة أيام ما لم يحدث مضاعفات وتم إحالة التقرير الطبي لمركز شرطة السلامة من أجل إرفاقه بالمعاملة الموجودة لديهم.
الطفلة المُعنفة (سارة) من أب سعودي وأم مطلقة من جنسية (عربية) ظلت تعيش بعد انفصال والديها عن بعضهما مع زوجة والدها (عمتها) والتي أشارت أصابع الاتهام إلا أنها كانت السبب في تعنيفها وأنها لا ترغب في بقائها بالمنزل حيث كانت قد بدأت تفاصيل العنف وتطفيش الطفلة في شهر جمادى الآخرة الماضي عندما هربت كمرة أولى إثر تعرضها للضرب المبرح من زوجة والدها.
وظلت في الشارع تتجول وتبكي بصوت عال جداً حتى أنها خاطرت بنفسها وحاولت الانتحار لحين أن وصلت بالقرب من منزل والدتها والتي كان قد بلغها الأمر عن طريق إحدى الأسر المُقيمة والتي علمت عن الواقعة حيث هبت نحوها وأخذتها نظير خوفها عليها عندها تقدم والدها بطلبها عن طريق المحكمة من طليقته وصدر الحكم بأن تبقى الطفلة عند والدها على أن يسمح والدها لها بزيارة والدتها بمُعدل يوم واحد من كُل أسبوع دون تعثير وأن يُمكنها من ذلك ولا يحرمها.
إلى ذلك تكرر هروب الطفلة وكان ذلك للمرة الثانية بعد خروجها من المدرسة مطلع الأسبوع الماضي مع إحدى زميلاتها حيث مكثت لدى أسرتها عدة ساعات حينها أبلغت الجهات الأمنية عن وجودها لديهم.
وطلبت الجهات الأمنية من الأسرة إحضار الطفلة لمركز شرطة السلامة كون هناك قضية منظورة بحقها لحين أن تم إحضارها وبذلك فتحت الشرطة تحقيقاً موسعاً في القضية، وتم استدعاء والدها في صباح اليوم التالي وتسلم ابنته بعد أخذ إقرار عليه بمراجعته بابنته للجنة الحماية الاجتماعية بالطائف للكشف عليها وإجراء البحوث النفسية والاجتماعية على الطفلة بعد أن تمت إحالتها للمستشفى من أجل إجراء الكشف الطبي عليها، لحين أن صدر التقرير الطبي والذي يُثبت وجود آثار عنف على جسد الطفلة.
من جهته أكد رئيس لجنة الحماية الاجتماعية بمحافظة الطائف حسين العبادي أن اللجنة تنظر بأن يبادر الأب بإحضار ابنته لديهم وفقاً للإحالة التي قضت بها الشرطة من أجل إخضاع الطفلة للبحوث الاجتماعية والنفسية من قِبل الأخصائيات.
وأشار العبادي إلى أنه كان قد أجرى اتصالاً بوالدها وذكر له بأن الطفلة لا تستطيع أن تتواءم مع الأسرة أو تتكيف معها ويقصد بذلك في بيت زوجته الثانية لافتاً إلى أن الطفلة ومع هذه الحالة تحتاج لدراسات متأنية دون الاستعجال عليها مع إمكانية عرضها على استشاريين نفسيين متوقعاً أنه وبعد عقد عدة جلسات سيتم التوصل لأسباب المُشكلة والتي بموجبها سيتم وضع الحلول المناسبة لها.
وبين العبادي للجزيرة أن التقرير الطبي لم يصل إلى لجنة الحماية حتى الآن ومتى ما وصل وتم التأكد من تعرضها لإصابات فإن اللجنة ستجري جلسات مفردة مع الأب لتوضيح مسببات تلك الإصابات والتي من المؤكد بأن تكون ناتجة عن عنف أسري من داخل المنزل وهو ما جعل الطفلة تنفر من البقاء وبناءً عليه ستأخذ الدراسة منحى آخر قد تتغير من خلالها مفاهيم القضية.
