Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/11/2009 G Issue 13568
السبت 04 ذو الحجة 1430   العدد  13568
أكد وجود أكثر من خطة بديلة في مواجهة الطوارئ قائد مركز عمليات الدفاع المدني بمنى.. العميد محمد القرني:
حرائق الأنفاق أخطر الحوادث الافتراضية في المشاعر المقدسة

 

«الجزيرة» - محمد العيدروس

يضطلع مركز عمليات الدفاع المدني بالحج بدور كبير في تنسيق الجهود بين ممثلي الجهات الحكومية المعنية بإجراءات أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام طوال رحلة الحج, ومراقبة الأوضاع في العاصمة المقدسة على مدار الساعة وتوجيه قوات الدفاع المدني الميدانية في المشاعر المقدسة لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف والإطفاء والإخلاء والتدخل السريع للتعامل مع أي أحداث طارئة.

حول مهام واستعدادات المركز, وآليات تنفيذ هذه المهام. . تحدث العميد محمد القرني قائد مركز عمليات الدفاع المدني بالحج من داخل المركز بمشعر منى فكان هذا الحوار:

* بداية نود التحدث عن نشأة مركز عمليات الدفاع المدني والموجود في مشعر منى؟

- ارتبطت نشأة مركز عمليات الدفاع المدني بالحج بخطة تطوير فكر وعمل الدفاع المدني منذ حادث 1395هـ والذي كان دافعاً لإحداث نقلة نوعية كبيرة في أداء جهاز الدفاع المدني فبعد هذا الحادث حدثت تغيرات ضخمة في قطاعات الدفاع المدني على مستوى التجهيزات وعدد العناصر البشرية وتأمين أكبر عدد ممكن من المعدات الثقيلة، وإنشاء طيران الدفاع المدني في عام 1396هـ، ومن ثمَ توالت التجهيزات والإنشاءات، وفي عام 1408هـ تم تجهيز مركز العمليات بمنى الذي لا زال يعمل بنفس منظومة العمل منذ نشأته مع إضافة بعض التحسينات البسيطة عليها، ويحتوي على أجهزة مراقبة حديثة تعد هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، ولقد تم تجهيزه في مدة لم تتجاوز 4 أشهر، واستمر في تحقيق نجاحه على مدى عقدين من الزمن.

* وما هي أبرز مهام غرفة العمليات في منى؟

- غرفة العمليات هي المسؤولة عن أعمال المتابعة والتنسيق ما بين الفرق والوحدات الميدانية في العاصمة والمشاعر المقدسة، متابعة تلفزيونية ولا سلكية، ومتابعة خطة الدفاع المدني وكيفية تطبيقها على أرض الواقع سواء كان العمل الفني أو الإداري، ومدى جاهزية القوات في المواقع المحددة، ومعرفة كافة العوائق التي قد تعيق تنفيذ هذه الخطة بالشكل المطلوب وإيجاد الخطط البديلة في حالة حدوث أي عارض، وتوفير كافة المعلومات عن الحادث للقيادات المسؤولة في الميدان، وإعطاء نظرة شمولية للوضع الأمني قبل الحدث وأثناء وبعد وقوعه، والتعرف على الأحوال الجوية المتوقعة خلال الحج، كما أن مركز العمليات لا يتابع فقط منطقة مكة المكرمة فهناك اتصال بكافة مناطق ومدن المملكة، ومراقبة المنافذ الحدودية سواء كانت البرية أو الجوية أو الموانئ ومعرفة عدد الحجاج الوافدين، ومتابعة عملية دخول وخروج الحجاج، والدعم المباشر ما بين المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة بين الفرق.

* وما هي القنوات المتصلة بغرفة العمليات وما عددها؟

- هناك 9 قنوات رئيسة يتم إدارتها من مركز العمليات، فهناك قنوات الحوادث والحالات الطارئة، وقناة الإطفاء والسلامة في عرفات ومنى، وقناة الحماية المدنية، ومتابعة الأجهزة الحكومية، وقناة لمتابعة كافة مناطق المملكة، بالإضافة إلى قناة للتواصل مع القيادات، ويتم مراقبة كافة الأوضاع في تلك المناطق وتسجيل الحوادث في الحاسب الآلي فور وقوعها، ومقارنة حوادث هذا العام بالحوادث التي حصلت في العام الماضي، لمعرفة أبرز السلبيات والايجابيات فور وقوع الحادث وذلك لتلافي كافة السلبيات ميدانياً قبل وقوعها وتعزيز الإجراءات الوقائية.

* هل ثمة مستجدات في حج هذا العام بالنسبة لمركز العمليات في منى؟

- في حج هذا العام تم إعادة ترقيم الشوارع والمخيمات في منطقة منى، وتعميم هذا الترقيم الجديد على كافة الأجهزة الحكومية المشاركة بالحج، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية ومتابعة دقيقة من وزارة الموصلات والتي أسهمت في هذا التطوير، حيث تم تقسيم مشعر منى إلى عشر مناطق كل منطقة مقسمة لعدة أقسام تتوافر فيها كافة الخدمات والتجهيزات الأمنية، لذا أصبح الآن من السهل التعامل مع أي حدث داخل مشعر منى بسرعة كبيرة من خلال التحديد الدقيق لموقع الحدث عن طريق الأرقام التي تبين خطوط الطول والعرض دون الرجوع إلى الخرائط، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى مكان الحدث ومعرفة كافة الظروف المحيطة به.

* على ضوء خبرتكم الكبيرة ما هي أبرز الأماكن الخطرة في مشعر منى؟ وكيفية التعامل معها؟

- مكامن الخطورة في مشعر منى باتت معروفة لدينا بشكل دقيق، ويتم التعامل معها بطريقة احترافية ومهنية عالية، ولعلَ أكثر الأماكن خطورة هي الأنفاق والتي قد تشكل عائقاً فيما لو حدث حريق بها فمن الصعب الوصول إليه ويتم التعامل مع مثل هذه الحوادث بفتح النفق الموازي للنفق الذي حدث به الحريق، وإغلاق المداخل وتنظيم خروج المركبات من المنفذ الآخر، كما أن هناك بعض المواقع تكون خطورتها متعلقة بالأحوال الجوية، مثل السيول، وخصوصاً في المناطق المرتفعة، وفي مثل هذه الحالات هناك خطط لتفويج الحجيج من المخيمات، تحسبا لأي طارئ، كما تم تعميم ذلك على أصحاب الحملات للمساعدة في تنفيذ هذه الخطة متى دعت الحاجة لذلك.

* وكم عدد العاملين في مركز عمليات الدفاع المدني؟

- يوجد لدينا 20 فردا يعملون في كل وردية على مدى 24 ساعة، وفي خطة الدفاع المدني لا يهم عدد العاملين بقدر القدرة على توظيف هذه العناصر بخطة تعمل وفق منظومة متكاملة، وفي كل عام نعمد إلى دمج عدد من العناصر الشابة مع القادة أصحاب الخبرة، وذلك من أهم ملامح خطط التطوير في كل عام، لإيجاد جيل قيادي مؤهل يمكنه قيادة الحج في الأعوام القادمة.

* مع الخطط التطويرية في جسر الجمرات هل هناك متغيرات في خطة عمليات الدفاع المدني بالحج هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة؟

- نظراً لضخامة مشروع الجمرات وتعدد طوابقه فقد تم هذا العام تأمين الطوابق الإضافية بكاميرات مراقبة وكاميرات استشعارية ووضع خطة لتأمين وتفويج الحجيج، بحيث يتم ربط الطرق المؤدية إلى جميع الأدوار بمنافذ الخروج والدخول، ليتمكن الحاج من رمي الجمرات والعودة لمخيمه بخطة سير يكون على علم بها قبل دخوله لجسر الجمرات، كما تم تأمين التوسعة الجديدة في منطقة الحرم بكاميرات مراقبة، لتأمين وفود الحجيج في أيام العيد، بالإضافة إلى تدريب قوات الدفاع المدني على عدة فرضيات مثل الإخلاء، والتعامل مع خطر السيول وتساقط الصخور، والإسعافات الأولية، وغيرها من الحوادث الطارئة.

* هل هناك غرف عمليات مساندة لغرفة العلميات الرئيسة؟

- نعم بالإضافة لغرفة العمليات الرئيسة في منى هناك غرف عمليات مصغرة، تكون على الأبراج مثل جسر الجمرات، وبرج جسر الملك عبدالله وتعتبر هذه الغرف بمثابة عين المشاهدة بالنسبة لنا على أرض الواقع، كما أن هناك غرفة عمليات مركزية بديلة لهذه الغرفة في حال لو تعرضت لأي خلل يمكن استخدامها وقت الحاجة.

* وماذا عن دور مركز عمليات الدفاع المدني في التنسيق بين الجهات الحكومية المشاركة بالحج؟

- عملية التنسيق بين هذه الجهات تتم داخل غرفة العمليات في وقت يسير جداً حيث يوجد مندوب لكل جهة حكومية يملك كامل الصلاحيات في تأمين ما يلزم في حالات الطوارئ، كما أن هناك ربط بين كافة الجهات الحكومية من أنظمة خلال أنظمة الحاسب الآلي وغرفة كافة المعلومات التي تحتاجها غرفة العمليات مثل جاهزية المستشفيات وطاقتها الاستيعابية، والأوضاع الأمنية في كافة مناطق المملكة، بل أن هناك تنسيقاً أيضاً بين الشركات في القطاع الخاص سواء فيما يتعلق بخطط الإخلاء والإيواء وتجهيز احتياجاتها وعلى سبيل المثال يمكن تأمين مليون وجبة في أي وقت في حال حدوث حالات طوارئ، وكل هذه الصلاحيات تتم في مدة زمنية قصيرة داخل غرفة العمليات دون الحاجة لمخاطبة الجهات وانتظار الرد، فالقرار يكون من داخل غرفة العمليات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد