تراجعت قيمة التداول في سوق الأسهم المحلية الأسبوع الماضي إلى 17.1 مليار ريال من 24.68 مليار ريال الأسبوع قبل الماضي. ويعتبر هذا التراجع كبيرا في قيمة التداول، ويقترب من متوسط قاع السيولة الذي سجل قبل شهر رمضان المبارك. وقد يعود السبب في ذلك إلى عزوف من كان خارج السوق عن الدخول بسيولة كبيرة، وأيضا امتناع من كان في السوق عن البيع انتظاراً لما بعد إجازة عيد الأضحى المبارك. إلا أن المؤشرات تشير في مجملها إلى إيجابية جيدة تنتظرها السوق على المدى المتوسط، خاصة بعد استئنافها ثانية، وربما تتعرض السوق بشكل عام إلى تذبذب يميل إلى الهبوط خلال هذا الأسبوع، خاصة مطلعه، متأثرة بالغرامات المفروضة على بعض المتداولين.
وبارتفاع 64 نقطة أنهت السوق السعودية تعاملاتها الأسبوع الماضي بعد أن افتتحت تداولاتها السبت من 6253 وأغلقت على مستوى 6318، بتذبذب 104 نقاط، وذلك بين الأدنى (6252) وبين الأعلى (6355).
أهم أخبار الأسبوع وأثرها
على السوق
أصدرت هيئة السوق المالية قراراً نهائياً من لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية الثلاثاء الماضي بإدانة متداولين لتلاعبهم بنظام السوق أثناء الممارسة، وذلك في الدعوى المقامة من الهيئة على أحد المتداولين الذي أدانه منطوق القرار بمخالفة المادة (49) من نظام السوق المالية والمادتين (2) و(3) من لائحة سلوكيات السوق أثناء تداولها أسهم الشركة السعودية للأسماك وشركة المصافي العربية السعودية والشركة الكيميائية السعودية والشركة السعودية للخدمات الصناعية، خلال الفترة من 4-5-2008م حتى 17-5-2008م؛ إذ شكَّلت هذه التصرفات والممارسات تلاعباً واحتيالاً، وأوجدت انطباعاً مضللاً وغير صحيح. وتضمن القرار إلزامه بدفع مبلغ قدره (305.032) ثلاثمائة وخمسة آلاف واثنان وثلاثون ريالاً عن المخالفات التي ارتكبها، وإلزامه بالامتناع عن التداول في أسهم الشركات المدرجة في السوق مدة سنة واحدة، ومنعه أيضا من العمل في الشركات التي تتداول أسهمها في السوق مدة سنة واحدة.
وبهذا تؤكد هيئة السوق المالية حرصها على تطبيق نظامها ولوائحها التنفيذية وحماية المتعاملين من الممارسات غير المشروعة.
كما أعلنت هيئة السوق المالية صدور قرارها النهائي من لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية الثلاثاء الماضي، وذلك في الدعوى المقامة من هيئة السوق المالية على بعض المتداولين الذي أدانه منطوق القرار بمخالفة المادة (49) من نظام السوق المالية والمادتين (2) و(3) من لائحة سلوكيات السوق أثناء تداولها أسهم شركة الدريس ومصرف الراجحي خلال الفترة من 2-2-2008م حتى 12-4-2008م؛ إذ شكَّلت هذه التصرفات والممارسات تلاعباً واحتيالاً، وأوجدت انطباعاً مضللاً وغير صحيح. وتضمن القرار إلزامه بدفع مبلغ قدره (41.521) واحد وأربعون ألفاً وخمسمائة وواحد وعشرون ريالاً عن المخالفات التي ارتكبها، ومنعه من التداول في أسهم الشركات المدرجة في السوق مدة سنة واحدة. إضافة إلى منعه من العمل في الشركات التي تتداول أسهمها في السوق مدة سنة واحدة.
ومن خلال تعاملات الأربعاء، خاصة نهاية التداول، يستنتج أن لهاتين الغرامتين أثر نسبي على مسار التداول خلال اليومين الأولين من مطلع الأسبوع، رغم أن مثل هذه الغرامات تعتبر إيجابية على المديين المتوسط والبعيد؛ وذلك للحد من التلاعبات مستقبلا، ولكن عادة حينما تكون هناك أكثر من غرامة فقد تكون هناك ردة فعل مؤقتة تؤثر نسبيا على بدايات التداول.
ماذا بعد استئناف
التداول لاحقا؟؟
إجازة عيد الأضحى المبارك ستكون نهاية تعاملات الأربعاء المقبل، على أن تستأنف العودة للتداول يوم السبت 18-12- 1430هـ، وبهذا تكون فترة التوقف 10 أيام متتالية، وربما كان ذلك سببا من أسباب تراجع السيولة خلال أيام الأسبوع، وربما يفضل من كان خارج السوق الانتظار لما بعد إجازة الحج، خاصة أن نتائج الربع الأخير من 2009م ليست ببعيدة، التي عادة تشهد السوق قبلها هدوءا ملحوظا وتذبذبا أفقيا يستمر لعدة أيام، إلا أنه قد تتفاعل معه المضاربات اليومية والأسبوعية، خاصة على الشركات الخفيفة التي تتأثر سلبا وإيجابا بأي سيولة تدخل إليها، وعلى هذا قد تشهد السوق تفاعلا ملموسا بعد استئناف التداول، خاصة من الشركات المضاربية، وقد يستمر ذلك حتى البدء في إفصاح الشركات عن نتائجها لهذا العام.
السوق فنيا
ذكرنا الأسبوع الماضي أن المؤشرات الفنية لا تزال في سلبيتها، ولم تعط إشارات واضحة وصريحة للدخول، وحتى نهاية تعاملات الأربعاء لا يزال الكثير من المؤشرات في نهاية السلبية، وربما تتراخى مع أي تراجع قادم إن حصل وتكون مهيأة للانكسارات والتقاطعات الإيجابية، خاصة الاستوكاستك على المدى الأسبوعي الذي يعتبر أصدق منه على المستوى اليومي، ويعتمد الكثير من المحللين على إدراجه ضمن المؤشرات الأسبوعية الصادقة، وقد وصل إلى مناطق تشير إلى قرب التخلص من التراجع، ويتأكد ذلك مع أي تراجع قادم يسهم في وصوله إلى مناطق الارتداد كما هو في الرسم البياني المرفق.
ولا يزال المؤشر يتداول فوق متوسط 50 يوما، التي ارتد قريبا منها الأسبوع قبل الماضي، وقد تمت الإشارة مسبقا إلى نية المؤشر لملامسة متوسط 50 يوماً التي تقف قريبا من نقطة 6237 خلال هذا الأسبوع، فأي تراجع إلى هذا المستوى يعتبر تراجعا طبيعيا، إلا أنه حين كسره قد يذهب إلى نقاط الدعم الأسبوعية التي تحتها كما سيأتي.
نقاط الدعم والمقاومة ونقطة الارتكاز على المستوى الأسبوعي
نقاط الدعم الأسبوعية أولها 6262، وثانيها نقطة 6206، وهي نقطة مهمة، وقد يؤدي كسرها إلى التراجع حتى 6160 التي تعتبر دعما أسبوعيا قويا قد يجذب المتداولين للدخول عنده حين التراجع إليه.
أما نقاط المقاومة الأسبوعية فأولاها 6364، ثم نقطة 6410، وأخيرا 6466، وقد حددنا الأسبوع الماضي نقطة 6354 كنقطة دعم مهمة، وارتد المؤشر منها بفارق نقطتين اثنتين فقط، وهذا يؤكد أهمية متابعة نقاط الدعم والمقاومة المذكورة، خاصة الأسبوعية منها.
نقطة الارتكاز، وهي نقطة عند مستوى 6308، وبالتداول فوقها قد يذهب المؤشر لملامسة المقاومات، أما بالتداول تحتها كثيرا فقد يتراجع المؤشر حتى نقاط الدعم المذكورة.
الخلاصة مما تقدم
إجازة عيد الأضحى المبارك نهاية الأسبوع وقيم التداول قد لا ترتفع كثيرا قبلها، والغرامات المفروضة أثرها إيجابي على المديين المتوسط والبعيد؛ وذلك للحد من التلاعبات مستقبلا، وربما تشهد السوق تفاعلا مضاربيا بعد استئنافها ما لم يستجد جديد.
عبدالعزيز الشاهري / محلل فني
alshahry55@hotmail.com