Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/11/2009 G Issue 13568
السبت 04 ذو الحجة 1430   العدد  13568
إغاثة النازحين ودعم المرابطين
فضل بن سعد البوعينين

 

إخلاء ما يقرب من 400 قرية حدودية من سكانها نتيجة المواجهات ضد عصابات المتسللين المعتدين على أراضي المملكة ليس بالأمر الهين. المملكة قادرة على التعامل بكفاءة مع النازحين، وتوفير مناطق الإيواء، والخدمات الضرورية لهم؛ فلدى قطاعاتها العسكرية والمدنية الخبرة الكافية، المعينة على مواجهة متطلبات المرحلة الاستثنائية التي يواجهها سكان القرى الحدودية، بكفاءة واقتدار. وفرت الحكومة الخدمات الشاملة لجميع النازحين في المناطق الإيوائية، وقامت بصرف معونات مالية مباشرة لهم، وركَّزت على فتح الفصول الدراسية والعيادات الصحية الميدانية، وتوفير الخدمات الأمنية والاجتماعية والترفيهية في مناطق تجمعات النازحين. وجَّه الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (باتخاذ كل ما يلزم لتوفير الرعاية للمواطنين النازحين والوافدين من أبناء القرى والمناطق الحدودية الجنوبية). الأمير نايف شدَّد أيضا على (ضرورة استمرار الدراسة في كافة مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي لطلاب وطالبات الأسر النازحة في مدارس المناطق التي نقلوا إليها).

بالرغم من مقدرة الحكومة السعودية على مواجهة عمليات الإخلاء والإيواء بكفاءة تامة، إلا أن الواجب الديني والوطني يفرضان على المواطنين المساهمة في إغاثة إخوانهم النازحين؛ تأصيلاً للانتماء الوطني، وتحقيقاً لمتطلبات الشريعة الإسلامية السمحة، وتطييباً لقلوب النازحين.

إسكان الملك عبدالله لوالديه الخيري في مركز ديحمة فتح أبوابه للنازحين، وقام باستئجار شقق مفروشة لمن لم يستوعبه الإسكان الخيري، وقام بالتعاون مع الدفاع المدني بتوفير احتياجات النازحين ومساعدتهم في مراكز الإيواء الخاصة.

أمير منطقة عسير، الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أطلق قافلة (حب الوطن) الموجهة لمراكز الإيواء بمنطقتي جازان وعسير، التي تعبر عن شعور أهالي المنطقة لإخوانهم النازحين. الأمير فيصل بن خالد أكد أن (القيادة وفرت كل الإمكانات والمستلزمات لمراكز الإيواء)، إلا أن ذلك لم يمنعه من تحقيق المشاركة الوطنية والاجتماعية، وإظهار التعاون، والدعم الإنساني.

الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة تبوك، وجَّه جمعية برنامج فهد بن سلطان الاجتماعي بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية بمنطقة جازان والجهات المسؤولة عن الإيواء؛ بغية المساهمة في الجهود الإغاثية، وأكد استعداد الجمعية لإنشاء وحدات سكنية دائمة ومتكاملة الخدمات في المناطق الإيوائية.

مؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي الخيرية قدمت أيضا مساعدات مالية لـ500 أسرة نازحة بمركز الإيواء بمحافظة أحد المسارحة، وأرسلت شاحنات مخصصة للمواد الغذائية تسد احتياجات النازحين الطارئة، إضافة إلى مساهمتها في بعض الأعمال المدنية الخاصة بمركز الإيواء.

المشاركة الشعبية مع إخواننا في الجنوب وإظهار التأييد التام لقواتنا المسلحة باتا إحدى أهم وسائل المشاركة في دعم الجهود الرامية لتطهير المملكة من العناصر المتسللة، ودحر المعتدين.. إلا أن مساندة العلماء، وطلبة العلم، وخطباء المساجد لقواتنا المسلحة، وللمرابطين والنازحين، أمر في غاية الأهمية، خاصة مع وجود القنوات الفضائية المنحرفة التي تسعى لشق وحدة الصف، وتشكيك المسلم في عقيدته ومسؤولياته الوطنية.

سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أكد في تصريحات صحفية أن في (المسائل الخاصة بين الحق والباطل كما هو في مسألة دخول المتسللين الحوثيين إلى أراضينا، فنحن على الحق وهم على باطلٍ واضحٍ، يجب قتالهم، فالمملكة هنا تدافع عن نفسها وتصدّ عدواناً ظالماً، ولم تغز أرض أحد أو تتسلل إليه)، وحث سماحة المفتي على الدعاء في المساجد للجيش السعودي الذي يواجه (شراذم المتسللين من الحوثيين)؛ فهم جنود الوطن المرابطون على الحدود، مدافعين عن الدين، والأرض، والعرض. وحث سماحة المفتي الخطباء والأئمة في المساجد على (أن يبينوا الحق ويكشفوا اللبس؛ لأن هناك قنوات فضائية خبيثة تنشر الباطل، فلا بد من قيامهم بتوعية الناس كي لا يغتروا بالدعايات الباطلة).

معالي الشيخ عبدالمحسن العبيكان طالب المواطنين من خلال (الجزيرة) ب(أن يكونوا عوناً لإخوانهم من رجال الأمن، ودرعا واقية لحماية حدود المملكة. داعياً للمتوفين من رجال الأمن بالرحمة وبأن يكونوا إن شاء الله شهداء). وأكد أن (السعودية أرض الحرمين ومهبط الإسلام؛ فدفاع رجال الأمن في الحدود يعتبر دفاعا عن الإسلام والمسلمين، وأنهم مأجورون ومثابون في عملهم الحالي، ونسأل الله لهم العزة والنصر، وللمتوفين منهم الشهادة والرحمة).

الشيخ سعد البريك قام بزيارة لمواقع الجيش السعودي على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان، وأكد (عظم ومكانة ما يؤدونه، وأنه من الجهاد والمرابطة في سبيل الله). الشيخ البريك أكد فضل الرباط في سبيل الله عز وجل، وثواب المرابطين على الثغور، و(ضرورة القنوت وأهميته والدعاء للمرابطين من أبناء القوات المسلحة ورجال الأمن والأجهزة المختصة ولأهالي القرى النازحين من ديارهم وقراهم الحدودية). كثير من علمائنا الأجلاء أعلنوا تأييدهم التام لجهود الدولة، ولقواتنا المسلحة، وأفتوا بشهادة كل من قُتل دفاعا عن حدودنا الجنوبية.

الحرب ضد عصابات المتسللين المعتدين على أراضي المملكة تحتاج إلى وحدة الصف والكلمة، ونبذ كل ما من شأنه التشويش على الموقف الوطني الموحد، وهي لم تعد مسؤولية الجيش المرابط على الحدود فحسب، بل باتت مسؤولية الجميع وبخاصة العلماء، الخطباء، الإعلاميين، المفكرين، رجال المال والأعمال، والمواطنين بفئاتهم وتوجهاتهم المختلفة. قواتنا المسلحة في حاجة إلى الدعم المعنوي، والدعاء، والمشاركة الوجدانية التي تشعرهم بحجم التأييد لما يقومون به دفاعا عن الدين والوطن؛ في الوقت الذي يحتاج فيه النازحون إلى الدعم من إخوانهم المواطنين في جميع المناطق. أما رجال المال والأعمال فيُنتظر منهم المساهمة الفاعلة في دعم أسر الشهداء، وتمويل مراكز الإيواء، والعمل على إنشاء مراكز متخصصة لإيواء النازحين؛ مساهمة منهم في دعم الجهود الشعبية الموجهة لأهالي القرى الحدودية وقواتنا المسلحة. لم يبقَ على عيد الأضحى إلا أيام معدودات، والنازحون أكثر حاجة إلى معايشة مشاعر الفرح بالعيد.

F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد