خمسة وستون ألف فلسطيني، مهدّدون بالطّرد من منازلهم وتشريدهم مع عوائلهم، وتركهم للعيش في العراء، هذا إذا سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم بالبقاء في مدينتهم.
هذا المصير المؤلم يواجهه المقدسيّون من أبناء فلسطين، من أبناء القدس، الذين يتعرّضون ومنذ احتلال الإسرائيليين منذ حزيران عام 1967، إذ أخذت سلطات الاحتلال تنفيذ سلسلة من الإجراءات لتهويد مدينة القدس، فبعد التضييق على المقدسيين الذين تعرّضوا لضغوط رهيبة بالتخلِّي عن انتمائهم الفلسطيني، والحصول على (هويّات وطنية إسرائيلية)، أي أن يتحوّلوا إلى إسرائيليين.
وبعد أن عجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تحويل ولاء المقدسيين، أخذت تضيّق عليهم، فمنهم من أُبعدوا عن مدينتهم التي وُلدوا فيها وعاشوا فيها، ومنهم من سُحبت منهم البطاقات التي تثبت أنّهم من سكان القدس.
ثم انتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة أخرى بهدم منازل الفلسطينيين المقدسيين وطردهم من مدينتهم، بحجّة عدم الحصول على ترخيص بناء. وقد تم هدم آلاف المنازل، كما تم تشريد أُسر وعوائل مقدسية، وخاصة في حي الشيخ جراح وحي العيساوية وباب المغاربة، وبعد هدم منازل المقدسيين، تقام على الأراضي المستولى عليها مجمّعات لإقامة الوحدات الاستيطانية ليهود قادمين من وراء البحار.
هذه الإجراءات الإسرائيلية، التي لم نجد أيّة جهة دولية توقفها، بما فيها من يحمون إسرائيل، تهدِّد بتشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ليس في القدس الشرقية وحدها، بل في مدن وقرى فلسطينية أخرى.
وقد حذّر تقرير دولي من تعرُّض هؤلاء الـ 60 ألف فلسطيني لخطر إزالة منازلهم في القدس الشرقية المحتلة، مما وضّح التقرير أنّ الكيان الإسرائيلي خصّص 35 في المئة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، ولإقامة المستوطنات ووحدات الاستيطان في الأحياء المقدسية التاريخية للفلسطينيين المحيطة بالمسجد الأقصى، بينما تركت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 13 في المئة فقط من الأراضي الفلسطينية للبناء، وتفرض قيوداً مشدّدة ورسوماً باهظة، تجعل من الصعب على الفلسطينيين الحصول على تصاريح للبناء، ومن ثمّ يضطرون إلى البناء دون الحصول على تصاريح، مما يؤدي بالتالي إلى هدم المباني، ومن ثمّ الاستيلاء على الأراضي لبناء وحدات استيطانية في المناطق الفلسطينية.
وقد ذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، وُزِّع في القاهرة يوم الخميس، أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض قيوداً على تحركات الفلسطينيين، مما جعل وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي مصدراً دائماً للتوتر والمصادمات، حيث وقعت 90 في المئة من هذه الحوادث في الشهر الماضي في الضفة الغربية.
وقد أوضح التقرير أنّ نصف المصابين من الفلسطينيين، أُصيبوا خلال المصادمات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وخاصة عند باحة المسجد الأقصى الذي يتعرّض لتهديد جدِّي من قِبل الإسرائيليين.