Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/11/2009 G Issue 13568
السبت 04 ذو الحجة 1430   العدد  13568
(المؤتمر الدولي لريادة الأعمال)
د.خليل ابراهيم السعادات

 

عقد في جامعة الملك سعود المؤتمر الدولي الأول لريادة الأعمال. وقد واكبت جامعة الملك سعود بتنظيمها هذا المؤتمر الاهتمام العالمي بهذا المجال، وبالبحث حول هذا الموضوع في الشبكة المعلوماتية فقد تبين أنه انطلاقا من اهتمام الاتحاد الأوروبي بمركزه التنافسي في الاقتصاد العالمي،

تزايد تركيزه على تعزيز ريادة الأعمال في كافة مستويات التعليم، ذلك أن أواصر العلاقة بين التعليم والاقتصاد أمست وثيقة جداً. وتؤكد مؤسسة التدريب الأوروبية أنه تم إبلاغ كافة الدول الشريكة بأحدث التطورات التي طرأت على سياسة الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

وفي ظل الإصلاحات التعليمية المستمرة في كافة الدول الشريكة، أضحت الفرصة مناسبة لإدخال رسائل سياسة تعلم ريادة الأعمال في جدول الأعمال الإصلاحية.

فما هو تعلم ريادة الأعمال، الفكرة التقليدية عن التعليم والتدريب في مجال ريادة الأعمال ترتبط بالتعليم في مجالي الاقتصاد والأعمال التجارية.

ويذكر المصدر أن نطاق سياسة الاتحاد الأوروبي أشمل من ذلك، إذ يسعى إلى تعزيز مفهوم ريادة الأعمال باعتباره من الكفاءات الأساسية. ويعد التعليم وسيلة هامة لتثقيف عقلية الأفراد فيما يختص بريادة الأعمال، مما يتطلب إعادة النظر في كيفية إدارة وتطوير المدارس ومهنة التدريس وعملية التعلم.

ويعد أمرا رئيسياً أن تسهم كافة مراحل التعليم من الابتدائي وحتى التعليم الجامعي في عملية تعلم ريادة الأعمال، وبذلك يتحقق أثر تراكمي إجمالي يفضي إلى اكتساب المجتمع بأكمله صفة ريادة الأعمال.

تشدد مؤسسة التدريب الأوروبية على فكرة عدم اقتصار صفة الريادية في الأعمال على أصحاب الأعمال التجارية، ذلك أن الموظفين الذين يتسمون بالريادية يتميزون بقدرتهم على الإبداع والتكيف وتحديد الفرص وإدارة الموارد والتأقلم مع العمل الجماعي، مما يسهم إلى تميز المؤسسة التجارية بصفة التنافسية. وتتمثل جهود مؤسسة التدريب الأوروبية لتحقيق تعلم ريادة الأعمال في تقديم دعم للسياسة في الدول الشريكة.

وبالتعاون مع اللجنة الأوروبية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير،و يعمل فريق المشروعات التابع لمؤسسة التدريب الأوروبية مع حكومات الدول الشريكة وجامعاتها ومؤسساتها التجارية في سبيل بناء أنظمة مستدامة لتعلم ريادة الأعمال.

ويتم التركيز على وجه الخصوص على تحليل السياسة وحلول السياسات المهيأة حسب احتياجات محددة. وهناك مجال ثان في عمل مؤسسة التدريب الأوروبية وهو بناء العلاقات وتطوير الشراكة بين مجموعة كبيرة من أصحاب المنفعة على مستوى الدولة، مع ضمان اشتراك كافة أطراف المجتمع في تحديد اختيارات السياسات وخطط العمل والمتابعة.

وجدير بالذكر أن مؤسسة التدريب الأوروبية تُبقي اللجنة الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ممن يسعى إلى تطوير تعلم ريادة الأعمال على إطلاع دائم بالمبادرات المتعلقة بإصلاح المؤسسات التجارية والتعليم.

وتتميز مؤسسة التدريب الأوروبية عن المؤسسات الأخرى في دعمها لتعلم ريادة الأعمال في الدول الشريكة. وسبب ذلك أن أعمالها الريادية بشأن السياسات تتضمن تصميم مؤشرات لتعزيز تعلم ريادة الأعمال على مدى الحياة.

وتوفر هذه المؤشرات أداة لتقييم سياسات الدول الشريكة بهدف تعقب التقدم، فضلا عن توفير توصيات بشأن السياسات، بحيث تستطيع الحكومات والقطاع الخاص الاستفادة منها في وضع الأهداف.

وتستجيب مؤسسة التدريب الأوروبية إلى طلبات محددة من الحكومات الشريكة بشأن تقديم دعم للسياسات وفقاً للاحتياجات، مما يعزز التعاون بين سياسات المؤسسات التجارية والتعليم.

ويقدم فريق المشروعات التجارية التابع لمؤسسة التدريب الأوروبية إمكانية متابعة السياسات العالمية بشأن تطورات مهارات المشروعات التجارية وتعلم ريادة الأعمال، بما في ذلك أحدث التطورات النظرية في هذا المجال.

ومن هنا يتضح أن التعليم بجميع مراحله وخاصة الأساسي يمثل الانطلاقة الأولى للريادة والتميز والإبداع فهو اللبنة الأولى التي ينطلق من خلالها الفكر الواعي ويتربى فيها الناشئة على التأمل والحوار وتغرس فيها مبادئ التفكير الناقد ويوجه فيها الطفل ويشجع على الابتكار والإبداع ويمتد ذلك إلى المراحل الجامعية. وإن أخفق التعليم العام في تغطية ذلك فلابد للتعليم الجامعي والعالي أن يقوم بهذه المهمة، وعلى الله الاتكال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد