يرجع العامل الأول في سلامة الحجاج بعد حماية الله تعالى إلى وعي الحجاج وحرصهم على سلامتهم الشخصية. ومهما كانت الاستعدادات الأمنية والصحية وغيرها مما توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين فإنها لن تجدي إن كان الحجاج أنفسهم غير متقيدين بأنظمة السلامة، سواء في مكة أو في منى أو في غيرهما من المشاعر المقدسة.
فالمملكة تبذل كل ما في وسعها من طاقات مادية وبشرية وتقنية وإعلامية لتسهيل مناسك الحج، وضمان أمن وسلامة الحجاج. وفي كل سنة يجد الحجاج تطورا في الخدمات المقدمة لهم، ومنها على سبيل المثال توسيع منطقة الجمرات في منى، ومشروع تصريف السيول واستصلاح الأراضي في عرفات لزيادة طاقتها الاستيعابية، ومشروع قطار الحج لتسهيل تنقلات الحجاج هذا عدا عن المشاريع الأخرى كالمشاريع التوعوية التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والمشاريع الصحية وغيرها كثير ومشاريع البلدية.
في المقابل تقع على عاتق الدول التي يفد منها الحجاج توعية مواطنيها بأنظمة المملكة بشكل عام، وبما يتعلق بمناسك الحج والعمرة بشكل خاص، من أجل أن يكون الحج ميسرا على الجميع. فالتعاون بين الحجاج والبعد عن التزاحم، واختيار الأوقات المناسبة لاجتناب التدافع وغيرها مما قد يضر بسلامة الحجاج أمر في غاية الأهمية.
فأعداد الحجاج بالملايين وقد أتوا من ثقافات مختلفة ويتحدثون لغات متنوعة، وبالتالي، فإن عملية تفويجهم، في نطاق جغرافي محدود ليس بالأمر الهين وبالتالي، فإن ثقافة الحاج نفسه تساعد كثيرا على حمايته، وجعل حجه أكثر يسرا وسهولة، وإلا فإن لا يمكن لأي من كان سوى الله تعالى أن يحميه لو قذف نفسه وسط الزحام في ساعة ذروة!.
