التحق المواطن عبدالله بن عبدالعزيز بمعترك الحياة السياسية بعد تعيينه في الحادي عشر من شهر رمضان عام 1382هـ الموافق (1963م)، حيث أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكيا يقضي بتعيين عبدالله بن عبدالعزيز رئيساً للحرس الوطني، إذ كان هذا الحدث نقلة نوعيّة للحرس الوطني، بتحويله من قوّات شبه عسكريّة إلى قوّات حديثة، في تجهيزها، وتدريبها، حيث قام بتأسيس أقوى جهاز حرس وطني في المنطقة ووضع بنية تحتية عسكرية متطورة وما زال هذا الجهاز ينهج نهجه ورسم السياسات التي أسسها.

في عام 1402هـ، بويع عبدالله بن عبدالعزيز ولياً لعهد أخيه الملك فهد رحمه الله بعد أن بويع ملكاً على البلاد، وأصدر الأمر الملكي بتعيينه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وأخيه سلطان النائب الثاني. وبعد أن تعرض الملك فهد لعارض صحي سُنت الرماح على بيت الحكم السعودي ولكن عبدالله بن عبدالعزيز رد عليهم بمنجنيق النبل والحكمة، حيث أعلن مجلس العائلة بتنصيب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.

(حلت ليلة 11 من سبتمبر 2001م على السعودية ومضت، وأدى الناس صلاة الفجر. ولكن في منتصف النهار عندما أطل زائر على ولي العهد عبدالله بن عبد العزيز كان الحاكم الفعلي للبلاد لا يزال ساجداً على الأرض يصلي. ويذكر الزائر، الذي أصر على ألا يذكر اسمه، (أن الأمير كان وحده. لقد أطال كثيراً كثيراً في صلاته) لم أر في حياتي صلاة تستغرق كل هذا الوقت). هذا ما ذكرته صحيفة التايمز في التقرير الذي أصدرته عن الملك عبدالله قبل عدة أشهر، وكيف أنه تعامل مع ذلك الحدث الذي غيّر مجرى العالم وأدخل العالم الإسلامي في دهاليز مظلمة لا يقدر على مواجهتها إلا أصحاب الهمة والعزائم والقوة والنية الحسنة.

في يوم الاثنين 26 6 1426هـ تمّت مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية خلفاً لأخيه الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله . ثم بدأ الملك المصلح يبحر بمركب الإصلاح في الدولة معلناً للعالم عن قدوم مملكة الإنسانية بزعامة ملك الإنسانية. يقول روبرت لاسي مؤلف كتاب The Kingdom االمملكة:إن الملك عبدالله، قد بدأ يتصرف كزعيم ذي رؤية أصبحت واضحة في اللحظة التي بدأ عندها الوقت ينفد.

وتأتي قائمة العشرة أشخاص الأكثر تأثيراً في العالم، والتي صدرت الخميس 12 11 2009 عن مجلة (فوربس) الأمريكية، ويأتي اسم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز كأحد الشخصيات التي كان لها تأثير في عام 2009م. وهو تتويج لكل ما فعله أيده الله منذ بروزه على الساحة الدولية والمحلية، وهذا التتويج هو هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى شعبه الوفي، وهي أيضاً الجائزة الثانية للملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي حصل على جائزة برشلونة ميتينج بوينت للعام 2009، في 27 (أكتوبر)، لامتلاكه روح المبادرة، التي تمثّلت في قيامه بإنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.