قال الفراء: (أموت وفي نفسي شيء من حتّى؛ لأنها تخفض وترفع وتنصب((وفيات الأعيان، 6: 180). وما زالت مشكلة عند الناس حتى يومنا هذا فيسألون أتكسر إنّ بعدها أم تفتح؟

من وجوه (حتى) أنها حرف جرّ بمعنى (إلى) للدلالة على الغاية مثل (سرت حتى الرياضِ) أي إلى الرياض، ومثل (سيضيء المصباح حتى ينفد الوقود). وتأتي للتعليل نحو: فتحت الباب حتى أدخلَ. وفي الغالب أن الفعل السابق للغائية أنه ممتد زمنًا، وأن الفعل قبل التعليلة غير ممتد زمنًا. ومن وجوهها أنها عاطفة لمعطوف من جنس ما عطف عليه، نحو: هجم اللاعبون حتى الحارسُ. وتأتي استئنافية أي لبداية جملة مستقلة نحو: الجو معتدل حتى يعيشُ الناس بلا مكيفات.

* وقول جرير:

وقول الشاعر:

وقول الآخر:

وقول الفرزدق:

وقول حسان بن ثابت:

يعتمد كسر إنّ وفتحها على وجه استعمال (حتى) حسب الدلالة التي يقتضيها السياق. ويعتمد على كون إنّ في صدارة جملة مستقلة أو هي وسط جملة؛ فتكون رابطة لجملتها بما سبقها من كلام، وتكون حينئذ مؤولة بمفرد أي جاءت في وظيفة اسم مفرد كالفاعلية والمفعولية والمجرور بحرف الجر.

فإن كانت حتى حرف جر فتحت بعدها (أنّ) لأن الجار يدخل على المفرد نحو: سرت حتى أني تعبت، أي سرت حتى التعب. وكذلك إن أريد التعليل نحو: لم أفعل شيئًا حتى أنك تلومني. أي لم أفعل شيئًا للومي.

فإن كانت عاطفة لجملة كسرت نحو: يبر محمد بوالدته فيصنع لها الطعام حتى إنه يغسل لها الملابس. وكذا إن كانت استئنافية نحو: الدولة مهتمة بالتعليم حتى إن المدارس في كل مدينة وقرية.