لا يذكر أنه دخل ناديا أدبيا في حياته سوى مرتين؛ مشاركا في الأولى، ومستمعا في الأخرى، وتحديدا لنادي الرياض أيام شيخنا (ابن إدريس)، ولام، وما يزال يلوم نفسه على تقصيرها، ثم يلتمس لها عذرا غير عازم؛ إذ ظل حريصا على ارتياد (أحدية المبارك) و(أمطار الزامل) و(اثنينية الجهيمان) وفق ما يأذن به وقته، ولولا ظروف عمله الخميسي لكان ضمن المشاركين في (ضحوية الجاسر)، ولو كان في جدة فلن تفوته (ثلوثية الطيب)؛ ما يجعله مؤمنا بدور الصالونات الثقافية الخاصةالجادة، ومؤكدا دعوته القديمة لإلغاء الأندية الأدبية، واستبدال مراكز ثقافية بها.
** لا نحتاج إلى اختراع العجلة؛ فلدينا تجارب (مركزية ثقافية)؛ كما في مركز سعود البابطين في الرياض، وعبدالرحمن السديري في الجوف، وصالح بن صالح في عنيزة، وبإمكاننا استلهام إنجازاتها وإخفاقاتها ومشكلاتها، ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها، والبناء فوقها؛ ما يضمن خلق فعل ثقافي مجاور لما تقوم به الجامعات والحلقات على حد سواء، وتكون متاحة للعالم والمتعلم، والشاب والشيخ، والمرأة والطفل، وتتوزع في المدن الكبيرة، ولا تغفل المدن والمحافظات الصغيرة، وتنأى عن بيروقراطية الإدارة، ويمكن أن تتولى المجالس البلدية المنتخبة أمرتهيئتها والإشراف الفني عليها لحين اكتمال لوائحها الداخلية.
** المراكز الثقافية ستعنى بالإبداع العلمي مثلما الأدبي، وبالثقافة الشعبية كما النخبوية، وبالحوار المباشر و المقنن، ومن بقيت في نفسه أشياء من حتى (الرقابية) فليزر (المدونات والفيسبوك والمواقع الشبكية) ليرى كيف تجاوز الشباب المخاوف النمطية، ولم يعودوا أسرى لإجراءات ومخاطبات وتحفظات وإلغاءات وسيطرة وامتيازات ترتهن لها بعض التنظيمات الرسمية.
** مؤتمر الأدباء قادم، ولعله يكون الأخير بهذا العنوان؛ فالثقافة أشمل، والغد يتسع لأكثر من قصة ورواية وديوان، ولائحة الأندية الجديدة لم تصدر بعد؛ فلعلها تأذن بمثل هذا التحول تحت مظلة هيئة عامة للثقافة تكون لها استقلاليتها الإدارية والمالية.
* الغد لا يستنسخ الأمس.
ibrturkia@gmail.com